تزامنا مع الاحتفالات المخلدة للذكرى ال 56 لاندلاع الثورة التحريرية، نظم أمس حزب جبهة التحرير الوطني ندوة تاريخية تناولت موضوع المساندة الخارجية للثورة التحريرية، وقد اختارت أمانة العلاقات الخارجية والجالية بالمهجر التابعة للحزب، أن تكون هولندا نموذجا للدراسة في أشغال الندوة. نشط أشغال الندوة التي نظمت بالمركز الوطني للأرشيف، بحضور عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، إضافة إلى عدد من المجاهدين قدموا شهادات حية حول مسارهم النضالي، وكذا حضور عدة ممثلين عن السلك الدبلوماسي على غرار السفير الهولندي بالجزائر. وكان من بين المتدخلين المجاهد وعضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني عبد الرحمن بلعياط الذي قال في شهادة قدمها أن »التضحيات كانت كبيرة والأجانب لم يكونوا على خطأ عندما ساعدونا لأننا كنا نستحق ذلك«. نفس الاتجاه ذهب إليه عبد الحميد سي عفيف عضو المكتب السياسي للأفلان، الذي أوضح أن الغرض من هذه الندوة هو إبراز الدور الهولندي في دعم الثورة الجزائرية، بالإضافة إلى إبلاغ الرأي العام المحلي والدولي أن الجزائر كانت لها علاقات مع عدة دول قبل الاستعمار وبعده، ولعل أهم شيء يمكن تسجيله في هذا الصدد هو إقرار الكتاب الهولنديين في كتاباتهم التي تناولت المسار التحريري للجزائر بجرم الاستعمار الفرنسي وفضاعته. من جهته تطرق المجاهد علي هارون عضو المجلس الأعلى للدولة سابقا، إلى الإستراتيجية التي تبنتها جبهة التحرير الوطني في كسب الدعم الدولي، حيث كان للجالية الجزائرية بفرنسا دور كبير في إيصال صوت الثورة إلى أوربا، مشيرا إلى أن هناك تباينا في مواقف الدول الأوروبية تجاه القضية الجزائرية. وحسب المؤرخ محمد عباس فإن قادة الثورة كان لهم الوعي بأن نجاحها يقتصر على بلوغ المعسكر الأوروبي، وهذا ما سعوا إلى تحقيقه باستهداف الأحزاب وفعاليات المجتمع المدني لكسب دعم الشعوب الأوروبية، وأشار إلى أن الثورة قامت بجهود كبيرة في سبيل تدويل القضية الجزائرية. وفي سياق متصل تطرق الدكتور عمار محند عامر، إلى السياسة الخارجية لحزب جبهة التحرير الوطني خلال حرب التحرير، موضحا أن الجزائر وقعت مع هولندا طيلة العلاقات التي تربطهما 15 اتفاقا، وأضاف أن إستراتيجية جبهة التحرير الوطني كانت تتمثل في تدويل القضية وفك الحصار الذي فرضه الاستعمار الفرنسي على الثورة التحريرية. وبالإضافة إلى المحاضرات التي قدمها الأساتذة والشهادات التي قدمها المجاهدون، تخلل أشغال الندوة تنظيم معرض للصور والوثائق التي تبين مسار العلاقات الجزائرية الهولندية على مر أربعة قرون، كما تم تكريم كل من المجاهد علي هارون، والكاتب الهولندي نيكو لاباكس، والمواطنة الهولندية التي زارت الجزائر في 1960 في خطوة لدعم الشعب الجزائري لحصوله على الاستقلال.