ما يزال آلاف العمال في مختلف المؤسسات الاقتصادية وحتى الخدماتية يُعانون من مشكل تأخر الأجور وهذا قُبيل أربعة أيام فقط من عيد الأضحى المُبارك الذي كثيرا ما يُدخل العائلات الجزائرية في حالة طوارئ بالنظر إلى التكاليف التي يتطلبها جراء الغلاء الفاحش الذي لا يقتصر على أُضحية العيد بل يشمل الألبسة والمواد الغذائية بما في ذلك الخضر والفواكه. بالرغم من كون ملف الأجور المتأخرة الذي يُعاني منه آلاف العمال عبر بعض المؤسسات، طُرح عدة مرات، إلا أن الحلول التي قدمتها السلطات المعنية بقيت آنية ولم تقض نهائيا على هذا المُشكل، وهو الشأن مثلا بالنسبة لعمال المؤسسة العمومية لإنجاز الهياكل الأساسية للسكك الحديدية »أنفرافير«، وكذا الأساتذة المتعاقدين في قطاع التربية الوطنية الذين لم يتلقوا لغاية الآن كل المستحقات الناجمة عن تأخر الأجور، إضافة إلى آلاف العمال بقطاع البناء والأشغال العمومية وقطاع النسيج والجلود، ناهيك عن عدد معتبر من المُعلمين المكلفين بمحو الأمية والتابعين إلى الديوان الوطني لمحو الأمية. ولم يتمكن عضو قيادي بالاتحاد العام للعمال الجزائريين، في اتصال جمعنا به أمس، تحديد العدد الإجمالي للعمال الذين يُعانون من هذا المُشكل، لكنه ذهب يقول في هذا السياق »المُشكل لا يقتصر على أولائك الذين لديهم تأخر في الأجور يتعدى الخمسة أشهر وإنما يشمل كذلك عمالا آخرون لم يتلقوا بدورهم أجور شهر أو شهرين بالرغم من كون مؤسساتهم ليست ضمن المؤسسات التي تعاني من ظروف مادية خاصة». وعما إذا كان الأمين العام عبد المجيد سيدي السعيد تدخل هذه المرة، بمناسبة عيد الأضحى المبارك، لدى الوزير الأول من أجل إيجاد حل لهؤلاء العمال، أوضح المتحدث أن قيادة المركزية النقابية دائما تقوم بطرح هذا الملف على طاولة الحكومة، وهو ما تم مؤخرا، فيما يتعلق بملف عمال المؤسسة العمومية لإنجاز الهياكل الأساسية للسكك الحديدية »أنفرافير«. ويأتي ملف تأخر الأجور هذه المرة موازاة مع مشاكل أخرى تُعاني منها العائلات الجزائرية تتمثل أساسا في الارتفاع الذي تشهده أسعار أضاحي العيد التي تبدأ من 20 ألف دج فما فوق، وكذا الألبسة بمختلف أنواعها، ناهيك عن لهيب أسعار الخُضر والفواكه، بحيث بلغ أمس سعر الكيلوغرام الواحد من البطاطا وهي المادة الأكثر استهلاكا لدى الجزائريين 60 دج بينما بلغ »الخيار« 100 دج للكيلوغرام والخس 140 دج والفلفل 200 دج..وهي أسعار فاجأت المواطنين كونها قفزت بشكل فُجائي وفي وقت ضيق جدا. وكان رئيس الاتحاد العام للتجار والحرفيين، صالح صويلح، أرجع الارتفاع المُسجل هذه الأيام في أسعار الخُضر، إلى ما أسماه الظروف المُناخية التي تمر بها الجزائر باعتبار أن الأمطار، برأيه، تُصعب من عملية قطف المنتوج، وهو الشيء الذي جعله في نفس الوقت يدعو وزارة التجارة إلى ضرورة الإسراع في تسقيف المواد الاستهلاكية ال15 التي اختارتها من أجل وضع حد نهائي للمضاربة وضمان القدرة الشرائية للمواطنين. تجدر الإشارة أن مُشكل الأجور المتأخرة يعود إلى الواجهة كل مناسبة دينية أو خلال اللقاءات الثنائية أو الثلاثية التي تجمع الحكومة بالاتحاد العام للعمال الجزائريين ومنظمات أرباب العمل.