تسببت أعمال التخريب التي طالت عديد الممتلكات العمومية والخاصة بولاية بجاية منذ نهاية الأسبوع المنصرم، في تأجيل تنظيم الصالون الدولي للاستثمار والشراكة الذي كان من المقرر أن تحتضنه الولاية بداية من 17 جانفي الجاري، خاصة وأن مقر غرفة التجارة والصناعة »صومام« المكلفة بتنظيم الصالون كان أكثر الجهات تضررا من تلك الأحداث. قررت غرفة التجارة والصناعة »صومام« بولاية بجاية، تأجيل تنظيم الصالون الدولي الأول للاستثمار الذي كان من المقرر أن تحتضنه الولاية من 17 إلى 20 من الشهر الجاري، دون الإفصاح عن التاريخ الجديد الذي تم اختياره، وذلك بعد الأضرار الجسيمة التي طالت مقر الغرفة عقب أعمال التخريب التي شهدتها الولاية على غرار باقي مناطق البلاد تزامنا مع الاحتجاجات التي باشرها شباب من كل ولايات الوطن للتنديد بالارتفاع »غير المبرر« لأسعار بعض المواد الغذائية واسعة الاستهلاك، والتي تحولت في الأخير إلى أعمال شغب تخللتها عمليات تخريب ونهب للممتلكات العمومية والخاصة بكل الولايات. واتخذت غرفة التجارة والصناعة القرار، على ضوء الخسائر المادية الجسيمة التي سجلتها عديد المؤسسات العمومية والخاصة التي طالتها يد الخراب وأتت على كل ممتلكاتها، وعلى رأسها مقر الغرفة الذي كان أكثر الجهات تضررا إلى جانب مقر الدائرة والبلديات، كما لم يستثن الشباب »الغاضبين« المحاكم والحظائر البلدية، ليصب غضبه على البنوك والمؤسسات الخاصة على غرار شركة »أليسكو« بمنطقة أميزور. وما يمكن تسجيله خلال الأحداث التي شهدتها جل ولايات الوطن، أن المتظاهرين كانوا يختارون أهدافهم، فالجميع »اتفق« على المقرات الإدارية التي تجمع عديد المديريات على غرار مديريات التكوين المهني والخدمات الزراعية، كما شملت أعمال الخراب وسائل النقل العمومي ووكالات السفر، إلى جانب مكاتب البريد والمواصلات. وقد وصف وزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية الخسائر المادية التي نتجت عن المظاهرات الأخيرة التي شهدتها بعض ولايات الوطن ب»الكبيرة جدا«، فعلى الرغم من تحفظه فيما يتعلق بقيمة هذه الخسائر، إلا أنها تبقى كبيرة بالنظر إلى حجم الدمار الذي طال المؤسسات العمومية والخاصة. وكان من المقرر أن يضم الصالون الدولي للاستثمار والشراكة الذي يشرف على تنظيمه كل من غرفة التجارة والصناعة »صومام« بالتعاون مع الكونفدرالية العامة لأرباب العمل والمؤسسات الصغيرة والمتوسط لمنطقة »رون ألب« الفرنسية وشركاء مغرب عربي- متوسط، حوالي أربعين مؤسسة أجنبية، مع حضور مؤسسات فرنسية وإسبانية وتركية تمثل عدة قطاعات على غرار الصناعة والآلات، الأدوات ومعالجة وتثمين النفايات، البناء، الأثاث، التغذية، السياحة والطاقة، كما يهدف الصالون إلى تشجيع الشراكة ما بين المؤسسات المحلية والمناطق المجاورة، من خلال تكريس فضاء خاص للإبداع والتحويل التكنولوجي بغرض ترشيد فرص وإمكانيات التعاون ما بين المتعاملين الاقتصاديين لضفتي المتوسط.