أشرف، أمس، عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني المكلف بقطاع التكوين واستقطاب الكفاءات السعيد بدعيدة على افتتاح أشغال الندوة التكوينية الجهوية الثامنة لهذه السنة بمحافظة الأفلان بسطيف بحضور مناضلي وإطارات الحزب لمحافظاتسطيف عين ولمان وبوقاعة والعلمة وبرج بوعريريج ورأس الوادي وباتنة وبريكة وأريس وبجاية وأقبو والمسيلة وبوسعادة؟ وتأتي هذه الندوة في إطار البرنامج المسطر من طرف قطاع التكوين السياسي الذي يسعى إلى تكوين المناضل وتسليحه برصيد معرفي وفكري يؤهله إلى التفاعل مع الساحة السياسية والتأثير فيها من أجل ترسيخ شعبية الحزب ومواكبة التطورات الوطنية والدولية؟ وخلال هذه الندوة الفكرية تم دراسة ومناقشة بعض المواضيع الهامة من طرف الأساتذة المحاضرين؟ وخلال افتتاحه أشغال هذه الندوة الفكرية التي حضرها أكثر من 600 مناضل أكد فيصل نماس أمين محافظة سطيف على الأهمية التي يوليها حزب جبهة التحرير الوطني لموضوع التكوين السياسي والإيديولوجي لمناضلي الحزب وإطاراته، مؤكدا على ضرورة إيلاء هذا الجانب الاهتمام البالغ على المستوى المحلي سواء تعلق الأمر بالمحافظات أو على مستوى القسمات باعتباره الآلية التي تسمح للمناضل من ممارسة حقه السياسي في جو هادئ وطبيعي يضمن السيرورة العادية للنشاط الحزبي؟ ومن جهة أخرى أبرز أمين المحافظة أن هذه الندوات الفكرية للتكوين تسمح كذلك بتأطير المناضلين بمجابهة التحديات المطروحة على الساحتين الوطنية والدولية، ومن ثمة تعزيز قدرتهم على التحليل والحوار البناء وكسب ثقافة الاقتناع والابتعاد وعن ثقافة العنف؟ بدعيدة يدعو إلى تكوين إطارات أفلانية لحمل المشعل أكد السعيد بدعيدة عضو المكتب السياسي المكلف بقطاع التكوين واستقطاب الكفاءات خلال اشرافه على الندوة التكوينية الجهوية بمحافظة سطيف أن غياب التكوين السياسي للمناضلين خلال السنوات الماضية فسح المجال لكثير من المظاهر السلبية مما أثر سلبا على سيرورة النشاط الحزبي مؤكدا على ضرورة الاهتمام بهذا الجانب الحيوي، الذي يوليه الحزب مكانة متميزة وخيارا استراتيجيا وهذا لتمكين المناضلين من الإلمام بقوانين الحزب ولوائحه الاساسية ومرجعيته الفكرية؟ وأكد عضو المكتب السياسي على أهمية التواصل بين المناضلين عبر الحوار الجدي والمسؤول من أجل استيعاب رسالة حزب جبهة التحرير الوطني وتبليغها في أوساط الشرائح الاجتماعية حتى يتمكن الحزب من توسيع قاعدته النضالية وتعزيز قدرته في استيعاب أكبر عدد من الكفاءات من الشباب والنساء؟ ومن جهة أخرى دعا السعيد بدعيدة كل المناضلين وإطارات الحزب إلى التصدى لكل المؤامرات التي تحاك ضد الحزب، مؤكدا بأن هناك أصوات ترفع من هنا وهناك لخلق الفوضى وعدم الاستقرار؟ كما تطرق عضو المكتب السياسي في مداخلته إلى الأحكام الجديدة التي تضمنها الدستور الجديد معتبرا أنها جاءت لتعزيز الديمقراطية في البلاد وتكوين دولة الحق والقانون مؤكدا في هذا الإطار أن هذه الأحكام كانت من بين جملة من الإلتزامات التي قدمها الحزب خلال جلسات التشاور حول مشروع الدستور؟ وأبرز سعيد بدعيدة أن الأحكام التي تضمنها الدستور الجديد خلافا للرئاسيات السابقة حملت خاصية في تنوعها مؤكدا على العديد من المكاسب منها ترسيم اللغة الأمازيعية والتي كانت من بين اقتراحات الحزب ومطلب وطني استجاب إليه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، مشيرا في هذا الصدد إلى تفعيل المصالحة الوطنية وترقيتها وكذلك الدستور الجديد جاء بتعديلات جوهرية فيما يخص السلطة التشريعية وذلك من خلال إعادة توازن بين الغرفتين وتفعيل دور مجلس الأمة في التشريع والرقابة؟ وفي نفس البيان ابرز عضو المكتب السياسي أن الأحكام الدستورية الجديدة أعطت مجالات أوسع للتعبير ورفع العقوبة عن الصحافي إلى جانب الفصل بين السلطات الثلاث وعدم تداخل الصلاحيات فيما بينها مشيرا إلى مبدإ تشكيل الحكومة من الأغلبية البرلمانية وإلى العديد من الأحكام الجمهورية كالمسواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات فضلا عن ذلك دسترة لجنة مستعدة لمراقبة الانتخابات؟ عسول: "ضرورة الالتفاف حول مبادرة الجدار الوطنيعسول" أكد الأستاذ بوبكر عسول رئيس لجنة الإطارات لحزب جبهة التحرير الوطني أن مبادرة الأفلان الرامية لبناء جدار وطني أنها الإطار الأمثل للتحاور والتشاور حول كافة القضايا الأساسية التي تعيشها البلاد من أجل مجابهة التحديات مشيرا بأن هذه المبادرة إطارا مفتوحا لكل القوى الأساسية في البلاد دون تهميش أو إقصاء مؤكدا بأنها فضاء للتشاور لبناء جدار وطني تنكسر فيه كل المؤامرات والدسائس التي تحاك ضد البلاد في ظل التوترات التي تشهدها الساحة العربية وما تعرفه حدودنا الشرقية والجنوبية؟ كما أشار المحاضر بأن المبادرة ليست ملكا لحزب جبهة التحرير الوطني كما أشار عمار سعداني الأمين العام للحزب بل هي ملك لجميع أعضائها دون إقصاء، مشيرا بأن المبادرة لقيت استجابة واسعة بحيث عرفت انضماما أكثر من 31 تشكيلة سياسية وأكثر من 300 جمعية؟ كما تطرق المحاضر إلى مجموعة من التحديات التي تواجه الجزائر وإلى بعض المؤامرات ليتحدث عن الابتزاز من خلال نشر صورة الرئيس من طرف جريدة "لوموند" الفرنسية، والعمل الجبان الذي قام به رئيس الحكومة الفرنسية إلى جانب البيان الصادر عن مجلس التعاون الخليجي؟ شلغوم: الأزمة الحالية تختلف عن أزمة 86 أبرز الأستاذ عبد السلام شلغوم التحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد على خلفية انهيار أسعار النفط حيث أكد بأن التحولات الاقتصادية التي يشهدها الاقتصاد الوطني مرتبطة أساسا بالتحولات الاقتصادية العالمية منذ سنة 207 مشيرا بأن الاقتصاد الوطني مرتبط ارتباطا كليا بعائدات المحروقات والتي تتجاوز أكثر من 98 في المائة مؤكدا بأن انهيار اسعار النفط أثرت بشكل كبير على مداخيل البلاد بنسبة 70 في المائة. وأوضح الأستاذ شلغوم بأن اقتصاد البلاد في منعرج خطير نسبيا يمكن تجاوزه بالاعتماد على مجموعة من التحديات الأساسية، لأن الجزائر تمتلك قدرا هائل من الإمكانيات، مؤكدا بأن الأزمة الحالية تختلف عن أزمة 1986 والتي كانت الجزائر حينها تفتقر إلى العديد من أوجه التنمية إظافة إلى ذلك العشرية السوداء التي ساهمت وبشكل كبير في تحطيم البنية التحتية للبلاد، مشيرا بأن البلاد عرفت منذ 99 وضعا تنمويا كبير عرفت فيه شبكة واسعة من الطرقات وتغطية كهربائية وصلت إلى 99 في المائة واحتياطات مالية تخطى مدة 3 سنوات وأكد شلغوم بأن هذه العوامل والمعطيات تساعد على تجاوز هذه الأزمة وذلك بالاعتماد على توسيع الاقتصاد من خلال دعم الاستثمارات في المجال الفلاحي والسياحي وترشيد النفقات واسترجاع المؤسسة الاقتصادية التي تساهم في بناء اقتصاد وطني يرتكز على عوامل الإنتاج، إلى جانب تكثيف البرامج الجامعية ومسايرتها للتحولات الاقتصادية العالمية خاصة في ظل العولمة. بوعزارة: "يجب إعادة اللحمة التي رسختها الجبهة في أدبياتها" شدد الأستاذ محمد بوعزارة في محاضرة حول المنطلقات الفكرية للأفلان أول أمس على أن مسؤولية المناضلين كبيرة في أن يعيدوا تلك اللحمة التي رسختها الجبهة في أدبياتها و ممارساتها الميدانية على مدى عقود من الزمن و لكن بشرط ألا تكون الجبهة مجرد واجهة للحكم بل قاطرة تقود وقوة سياسية فاعلة في الحكم وفق ما يعطيها الشعب من أصوات حقيقية غير مزيفة. أكد الأستاذ محمد بوعزارة خلال ندوة جهوية تكوينية بمحافظة سطيف، أن ميلاد الأفلان جاء بديلا لكل الحركات السياسية السابقة بمنظور ثوري براغماتي استشرافي، ورافضة لكل الحلول السلمية غير المجدية في الصراع الطويل والدامي ضد المستعمر وبعيدا عن حرب الزعامات الفردية، مشيرا إلى نظرة هؤلاء الشبان الثوريين تنأى كذلك عن الفكر العصبوي وعن الصراعات المذهبية والعقائدية العقيمة. تطرق الأستاذ محمد بوعزارة إلى الإرهاصات التي سيقت ميلاد الأفلان وقال إنه في ظل الوضع الداخلي للحركة الوطنية الجزائرية المليء بالتناقضات والصراعات وحرب الزعامات والجري وراء سراب الحلول السلمية مع فرنسا، وفي ظل مجريات ما جاءت به الحرب العالمية الثانية على القوة المستعمرة وحلفائها وُلِدت من رحم أزمة حزب الشعب وحركة الانتصار "جبهة التحرير الوطني". وأشار بوعزارة إلى الأفكار الرئيسية التي قال بأنها جمعت هؤلاء القادة الشبان بعيدة عن كل ولاء لا للشرق و لا للغرب، كما أنهم لم يكونوا مرتبطين بأية أيديولوجية دخيلة عن الشعب الجزائري و قيمه الأصيلة وعن تربة الوطن الذي ترعرعوا فيه و تراثه و تاريخه ودينه. واعتبر المحاضر أن البيان الذي حرره أولئك القادة الشبان لم يكن مجرد صرخة في واد عميق، ولكنه كان ذا أبعاد ومضامين فلسفية ثورية عميقة حملت فكرا جديدا لم يكن مألوفا في الخطابات السياسية لمختلف الأحزاب السياسية الجزائرية ولا حتى في أدبيات الحركة الوطنية في نضالها ضد القوة الاستعمارية. وأضاف المحاضر "لقد كان هذا البيان العميق في مضامينه و أبعاده والمستند إلى مرجعية عميقة في نضالات الحركة الوطنية وتاريخ الجزائريين لتحرير وطنهم بمثابة المشعل الذي استنارت بأضوائه كثير من الحركات التحررية خصوصا في القارة الإفريقية، مثلما مكن الشعبين الشقيقين المغربي والتونسي من الاستقلال بفعل إرهاصات الثورة الجزائرية". كناي: جميع المناضلين ملزمون بالتقيد بلوائح المؤتمر العاشر أسهب الأستاذ محمد كناي عضو اللجنة المركزية بحزب جبهة التحرير الوطني في شرح نتائج المؤتمر العاشر للحزب المنعقد قبل نحو سنة، وتطرق إلى مختلف اللوائح المنبثقة عنه والتي قال بأنها سمحت بوضع خارطة طريق جديدة للأفلان وإلى غاية المؤتمر القادم، معتبرا أن جميع المناضلين ملزمون بالتقيد بهذه اللوائح. أبرز الأستاذ محمد كناي، أمس، في محاضرة بمناسبة ندوة جهوية تكوينية بمحافظة سطيف أول أمس ما انبثق عن المؤتمر العاشر من لوائح وتوصيات وشرح بالتفصيل مختلف النصوص المنبثقة عنه، خاصة ما تعلق بالقانون الأساسي للحزب. وبشأن لائحة انتشار الحزب قال المحاضر أنه في السابق عرف الحزب تهميشا للإطارات والكفاءات، وأن القيادة الحالية تسعى إلى تصحيح هذا الوضع، من خلال استحداث محافظات جديدة بدأت ثمارها تعطي أكلها، معتبرا أن هذا يؤهل الحزب لمواكبة المتغيرات التي يعرفها المجتمع الجزائري، وذلك وفق منظور ينسجم مع التعددية السياسية. وفي هذا السياق يرى الأستاذ محمد كناي أنه لا يمكن وفق هذا التوجه العام أن نغيب الإطارات، بل يجب استقطاب الكفاءات لخلق ديناميكية وضخ دماء جديدة في صفوف الحزب، حيث أن هذا الإجراء يمكن أيضا من احتواء جميع شرائح المجتمع وتقريب الحزب من المواطنين. كما اعتبر أيضا أن لائحة المنتخبين تكتسي أهمية كبيرة على اعتبار أن المنتخبين هم واجهة أي حزب سياسي، داعيا إلى ضرورة إجراء تقييم دوري للمنتخبين في جميع المستويات، خاصة وأن استحقاقات 2017 على الأبواب، يضيف المتحدث، وهي تشكل الرهان، مما يستوجب توسيع الوعاء الانتخابي للحزب، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة حماية المنتخب من جميع أشكال التعسف.