تشارك الفنانة الجزائرية بهجة رحال اليوم مع فرقتها الموسيقية بمهرجان إيل دو فرانس في حفل ستقدم من خلاله موزايك من الألحان لتسافر بالحضور إلى حدائق قصر الحمراء لتعطر حفلها " روائع غرناطة" بنوتات يحن لها جمهورها في فرنسا. منذ نحو 40 سنة، يدأب مهرجان إيل دو فرانس على إحياء ليالي الخريف بأكثر من ثلاثين حفلة موسيقية، تندرج ضمن فكرة محددة تتجدد كل سنة. يتضمّن البرنامج: موسيقى من العالم، موسيقى معاصرة، موسيقى قديمة من العصور الوسطى وكلاسيكية وحديثة. ينطلق حفل بهجة رحال رفقة فرقتها الموسيقية على الساعة الثامنة و النصف ليلا بنوترودام " لا سمبتيون" التي تحتضن بالإضافة إلى 28فضاء يشهد فعاليات مهرجان إيل دو فرانس منذ 3سبتمبر والى غاية 9 اكتوبر المقبل ،السوبرانو بهجة رحال ستمتع الجمهور بطربها العربي-الأندلسي سهرة اليوم، حيث ستؤدي نوبات مستوحاة من روائع غرناطة. الفنانة بهيجة رحال التي سبق وان أحيت العديدة من الحفلات في مختلف المدن الفرنسية أضحى لديها جمهورا أينما حلت هي التي نشأت في وسط عائلة تمارس الموسيقى العربية-الأندلسية ودرست الموسيقى مع كبار أساتذة تلك الفترة من بينهم محمد خزناجي وعبد الرزاق فخارجي. كما واصلت الفنانة بهيجة رحال تكوينها في وسط الجمعيات العاصمية منها الفخارجية والسندسية. ثم انتقلت إلى الإقامة في فرنسا منذ سنة "1992 حيث أنجزت العديد من المشاريع الموسيقية وتواصل تعليم الموسيقى الأندلسية. وتعلمت العزف على العود "قويطرة". وفي سنة 1993، أحدثت بهجة جوقتها "البهجة"، وقدمت معها حفلات متعددة في دول مختلفة عبر العالم. وقد ضمن لها هذا في الجزائر لقب "سيدة الطرب ذات الصوت الذهبي". وهي فنانة متميزة، صوت جزائري ذهبي نقش ذاته في مذكرة الفن الجزائري والعالمي بحروف من ذهب، حيث استطاعت صاحبته فرض نفسها بقوة في العديد من البلدان وساهمت في التعريف بالأغنية الأندلسية. تكونت تكوينا أساسيا في الكونسيرفاتوار بالأبيار حيث كبرت، وبعدها التحقت بالفخارجية سنة 1982 أين حظيت بالتعرف على أساتذة الجزائر منهم عبد الرزاق فخارجي سنة "1986 ومع نخبة من الأصدقاء استطعنا أن نؤسس جمعية السندسية وبمدرسة الصنعة سجلت العديد من النوبات، ففي 1995 سجلت نوبة الزيدان، أما المزموم في سنة،1997 ونوبة الرصد عام ،1999 ونوبة الذيل عام،2001 وسجلت باقي سلسلة النوبات الاثنتي عشرة بين عام 2001 و2004 وهي نوبة الغريب، الحسين، الماية، الرمل، الذيل، ونوبة السيكا والمجنبة. 9 ألبوما مسجلا إلى جانب الإنجاز الأدبي المتمثل في كتاب بعنوان الريشة الصوت والمضرب وقد حضرته بالتنسيق مع الأستاذ سعدان بن بابا علي أستاذ الأدب العربي بباريس، ويتضمن تاريخ الفن الأندلسي وشعارائه ومسيرته وكذا النوبة الأندلسية، فهذا الكتاب بمثابة النافذة التي تفتح كل تاريخ الفن الأندلسي الجزائري. تعزف على آلة الموندولين، وعلى هذه الآلة تعلمت آليات العزف وهي التي تعلمها للأطفال بباريس، أما الكويترا فتعتبرها ثاني تخصص وهي التي تصطحبها عند إحياء الحفلات. يبقى الفضل في تألقها ونجاحها لأساتذة القسم العالي لجمعية الفخارجية، حيث ساعدها الأستاذ عبد الرزاق فخارجي والحاج حميدو وأرزقي حربي وغيرهم ممن صقلوا موهبتها، وساعدوها لتظهر كعازفة ومطربة منفردة أمام الجمهور من خلال جمعية الفخارجية. يبدي الموسيقي الفرنسي كريستيان بوشي إعجابا بهذه الفنانة التي وصفها بأول "سيدة عازفة منفردة للموسيقى الكلاسيكية العربية الأندلسية" كرّست بهجة رحال في موسيقاها الثقافات المنبثقة من البحر الأبيض المتوسط، وتفاعلها على مرّ العصور. يبقى أن بهجة رحال فنانة وباحثة تأثرت بعمالقة الفن الأصيل، و تأخذ المستمع في رحلة عبر الزمن للغوص في نتاجهم الغنائي الذي يتراوح بين الطرب والأغنية . للإشارة ، بين سبتمبر وأكتوبر من كل سنة، يشارك نحو 25 ألف شخص في المهرجان الثقافي إيل دو فرانس ويكتشفون ملامح من التراث في "قصور، كاتدرائيات، سيرك، معامل قديمة، وحدائق رائعة"، ويستمعون بحفلات موسيقية خارجة عن المألوف، يتضمن برنامج المهرجان، فضلا عن 33 حفلا فنيا، تظاهرات ثقافية و أمسيات موسيقية وغيرها من النشاطات التي تلم شمل ضاحية ايل دو فرانس الفرنسية.