اتخذت وزارة التربية الوطنية مجموعة من الإجراءات، تتعلق بامتحان شهادة البكالوريا، في مقدمتها إقرار توقيف تلقين الدروس الخاصة بأقسام تلاميذ شهادة البكالوريا يوم 12 ماي المقبل عوض يوم 25، مثلما كان مقررا من قبل، وهذا يعني توقيف الدراسة رسميا بمدة شهر كامل عن التاريخ المقرر لإجراء امتحان البكالوريا وهو ما تُطالب به بعض الثانويات، التي دخلت في احتجاجات ميدانية بكل من العاصمة، وهران وتيبازة. بناء على ما خلُصت إليه الندوة الوطنية للمفتشين البيداغوجيين المنعقدة يوم 13 جانفي الجاري، تحت رئاسة وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد، أوضحت وزارة التربية الوطنية في بيان أصدرته مساء أول أمس أنها قرّرت مجموعة من الإجراءات، تتعلق بالتدابير العملية لتنظيم امتحان شهادة البكالوريا، في مقدمتها توقيف الدروس المُلقنة لتلاميذ أقسام شهادة البكالوريا يوم الخميس 12 ماي القادم، وليس يوم 25 من نفس الشهر مثلما كان مقررا من قبل، وهذا معناه أن هذا التوقيف يتمّ قبل مدة شهر كامل عن تاريخ إجراء هذا الامتحان. وحسب نفس البيان، فإن اللجنة الوطنية لمتابعة تنفيذ البرامج الدراسية تتولّى توقيف الدروس عند حلول هذا التاريخ المذكور، وتحديد العتبات التي على أساسها تُعدّ مواضيع امتحان البكالوريا، الخاصة بكل مادة، وكل شُعبة، وستُوضع هذه العتبات في متناول كل التلاميذ. وأكدت الوزارة من جديد عبر ما توصلت إليه هذه اللجنة، أن مواضيع البكالوريا، على غرار الدورة الفارطة، إلا الدروس التي تمّ تقديمها بالفعل، والتي ستُحدد هذه السنة في تاريخ 12 ماي القادم.وبتحديد وزارة التربية الوطنية لعتبة الدروس بيوم 12 ماي، تكون قد خصّصت مدة شهر كامل للمراجعة والمطالعة استعدادا للامتحان الرسمي، وعلى أن تظل المؤسسات التربوية مفتوحة الأبواب أمام التلاميذ من أجل هذا الغرض. وقالت وزارة التربية أنها ستسمح للمترشحين على غرار الدورة السابقة، باختيار موضوع من بين اثنين، في كل مادة، وفي نفس الوقت سيُمنح لهم نصف ساعة إضافية على الوقت القانوني، المخصّص لمعالجة كل موضوع، كما أنه لا توجد يتاتا المقارنة بالكفاءات عند إعداد مواضيع الامتحان. إضافة إلى ما تقرر، أوضحت وزارة التربية الوطنية، أن وزيرها أصدر تعليمات إلى كل المفتشين البيداغوجيين، والأساتذة للسهر على السير العادي للبرامج التعليمية، يأمرهم فيها باتّباع التدرّج، الذي يتماشى مع وتيرة وقُدرات استيعاب تلميذ متوسط، وتجنّب اللجوء إلى الحشو والتسرّع في تلقين الدروس. وقالت وزارة التربية أنها من الآن تُطمئنُ التلاميذ وأولياءهم بتوفير أحسن الظروف لتحضير هذا الامتحان، وهي تسعى إلى مرافقة المترشحين لاجتياز هذا الامتحان المصيري، وضمان أكبر قدر من فرص النجاح . ونشير إلى أن هذه الإجراءات تزامنت مع حركات احتجاجية، نظمها تلاميذ بعض الثانويات في الأيام الأخيرة ببعض ثانويات العاصمة وولايات أخرى، للمطالبة من جديد بالتخفيف من البرامج والمقررات الدراسية، وإعادة النظر في الحجم الساعي، وتقديم تاريخ تحديد عتبة الدروس، التي تتحدد على أساسها مواضيع امتحان البكالوريا. وقد حاول تلاميذ الأقسام النهائية لشهادة البكالوريا بالعاصمة، ومنها ثانوية سعيد حمدين ببئر مراد رايس، وثانوية علي بومنجل بالعناصر، ومتقنة الرائد نحناح بالرغاية،تنظيم مسيرة سلمية، انطلاقا من القبة نحو مقر وزارة التربية الوطنية بالمرادية، من أجل تبليغ المطالب المرفوعة، ولكن قوات الأمن حالت دون السماح لهم بذلك، ونفس الوضع عاشته ومازالت تعيشه بعض ثانويات كل من وهران وتيبازة وولايات أخرى، وفي الوقت الذي يسعى فيه الأولياء ومسؤولو المؤسسات التربوية إلى التحكم في هذا الوضع بعين الحكمة والعقل، فإن المعنيين مازالوا ينتظرون من وزارة التربية المزيد من إجراءات التهدئة.