الاعلامية ليلى بن فرحات قد نختار الإعلام لكن أن تختار الرياضة فهذا يسمى عشق أنا ليلى بن فرحات، إعلامية بدأت أولى خطواتها في عالم الرياضة إعلاميا وليس في دونه من الاختصاصات.. تعلمت أبجديات الإعلام الرياضي مع أكبر الأسماء يتقدمهم إدريس دقيق، بشيري محرز، حسان جابر و سامي نور الدين وغيرهم ممن خطوت معهم أولى خطواتي الميدانية فكان طموحي أكبر من سني وحاولت أن أجد لنفسي مكانا مع الكبار، فعشقت التعليق قبل التقديم وعدت ولهانة بالقلم فأكتب لأعبر بملامحي ما دونه على شاشة التلفزيون، بدأت بإنجاز مختلف الروبورتاجات ثم تقديم الأخبار الرياضية وارتبط إسمي بمختصرات ملاعب العالم قبل أن أصبح مقدمة لبرنامج الأسبوع الرياضي وجاءت بعدها الفرحة لأصبح أول امرأة تعلق على المباشر على مباراة كرة قدم ومع هذا لازلت أسعى وأطمح لتحقيق الإستثناءات. الإعلام وله وعشق قبل أن يكون مهنة لأنه ليس كغيره من المهن الأخرى تحكمه قوانين الضمير المهني قبل أن يكون تحت قوانين ملموسة وصلنا اليوم إلى تعددية إعلامية منحت الإعلام بعض الحرية لكن أراها غير خاضعة لمنهجية محكمة وأحيانا لا تخدم الإعلام بالقدر الذي انتظرناه منها. أصبحنا نفتخر بتعدد قنواتنا مثل من يحاورنا من البلدان العربية لكن قد نبحث أحيانا عن الكيف أكثر من الكم، لأجل ذلك أرى أن الموضوعية في تناول الأخبار ستوصل الإعلام الجزائري إلى بر الأمان والتخلي عن الذاتية، لكن يبقى الإعلام مبتغى عشقناه ومهنة نمتهنها بحب وما هذا الشعور نحوه إلا مشجع لتقديم الأحسن. الأستاذ محمد بومعراف رئيس تحرير ومدير نشر جريدة "صدى الشرق" الإعلام في الجزائر.. بين أمل التطوير وخيبة الواقع أولى خطواتي في الصحافة بدأتها مع جريدة أسبوعية سياسية اسمها "كل الدنيا" وهي غير جريدة "نصف الدنيا" الفنية وقبلها كنت أكملت تكوينا في القسم الثقافي لجريدة "المساء"، كتبت في السياسة والاقتصاد والثقافة، كان مجال التنافس مفتوحا بيننا كشباب وكنا متحمسين جدا للعمل في المجال وتطوير مستوانا وتثقيف أنفسنا، إرادة لا أكاد أراها اليوم بين الشباب الجدد إلا نادرا وربما ليس كل الذنب ذنبهم، فالجامعة لا تكاد تمنحهم رصيدا أو رؤية والجرائد التي تكون اندثر معظمها وما بقي لم يعد التكوين أمرا يهمه خاصة مع ظهور القنوات الخاصة وهرولة الجميع نحوها، عملت أيضا فترة في أسبوعية "الشروق العربي" وقمت ببعض التحقيقات الثقافية والاجتماعية وبعدها عملت في القسم الثقافي لجريدة "البلاد" وكنت أغادر كل مرة لسبب أو لأخر وتعاونت مع العديد من الصحف على فترات متقطعة وراسلت بعض المواقع الأجنبية بالانجليزية خاصة أين اكتسبت خبرة جيدة في الكتابة باللغة أكثر حضورا في العالم ثم عملت في يومية "صدى الشرق" التي أصبحت رئيس تحريرها بعد فترة ثم مديرا للنشر فيها وأيضا مديرا لنسختها الفرنسية eco de l'est وكنت فيها عمود رأي ثم استقلت وعدت مدير نشر للنسخة العربية، وواصلت مراسلة بعض المواقع الالكترونية خاصة الثقافية وعملت مراسلا لموقع ثقافي إيطالي وقمت بعدد من الحوارات مع مثقفين وكتاب وأتمنى أن تعود للصحافة المكتوبة الجزائرية بعض روحها لأنها رغم كل نقائصها مدرسة كونت أقلاما وصحفيين ولا يمكن للإعلام السمعي البصري على أهميته العظيمة أن يعوض غياب أقلام جيدة والصحفي الذي يكتفي بالظهور التلفزيوني ولا يحسن كتابة مقال فذلك صحفي غير كامل الصفة. قانون الإعلام لسنة 2012 استقبله الكثيرون بخيبة واعتبروه أقل بكثير من التوقعات والآمال التي علقوها وانتقدوا خاصة الشق الخاص بالعقوبات التي رأوها قاسية كما أن الكثير من التهم غير محددة بالشكل الضروري أما قانون السمعي البصري لسنة 2014 فلاقى تقريبا نفس النقد خاصة المادة المتعلقة بفتح القنوات واشتراط أن تكون متخصصة وموضوعاتية (تيماتيك) وأيضا شروط الملكية والاستثمار مثل أن لا يتجاوز المدير نسبة الثلاثين بالمائة لكن البعض رأى ذلك أمرا إيجابيا قد يمنع انفراد شخص واحد بتوجيه الرأي. وتبقى النقائص كثيرة في تجربة بدأت متعثرة وضعيفة ومازالت تحتاج الكثير من الجهد والنية خاصة لتطويرها وما أحوج الجزائر للاستثمار في إعلام قوي ذو مستوى يعطي صورة حضارية عن البلد ويسمع صوتها في عالم لا يلقي بالا كثيرا لمن لا صوت لهم. "الأستاذ نور الدين لعراجي "رئيس تحرير جريدة الشعب حكايتي مع الصحافة أتذكر أن انتمائي إلى أسرة الصحافة والإعلام ، لم يكن صدفة عابرة، بل كان مرده إلى ميولات سبقت المتوقع تحت مظلة مهنة المتاعب والانخراط في عالمها مع منتصف الثمانينيات بشكل غير مؤسس، عن طريق نشر بعض المقالات في عدة صحف وطنية من بينها "الشعب، المجاهد الأسبوعي، أضواء، الوحدة، المساء، النصر"، كما كانت لي محطات مع أخرى عربية مثل "الفيصل" و"الجيل" ،حيث كانت عبارة عن مساهمات مختلفة تتعلق بالإبداع الأدبي ، وسرعان ما تحول هذا النشر إلى رابط قوي مع الصحافة إلى غاية التحاقي بمجلة الأثير سنة 1990 التي اشتغلت بها كمتعاون في القسم الثقافي، تحت رئاسة المرحوم محمد بوغرارة وهي مجلة كانت تحت وصاية مؤسسة الإذاعة والتلفزيون. في هذه الفترة بدأت التعددية الإعلامية تأتي أكلها حيث ظهرت مع بداية التسعينيات بعض الجرائد الخاصة ثم بعدها بدأت الجرائد الحزبية تكتسح المشهد الإعلامي في الجزائر وتدفق الفضاء الإعلامي بها، حيث خضت تجربة الكتابة في بعض منها "السياسي، العيون، الحدث، البديل، المسار" وهي عبارة عن جرائد تابعة للأحزاب السياسية المعتمدة بالجزائر، وعلاقتي بها لم تكن تحمل أية صلة نضالية، بل كانت حيادية. شيئا فشيئا بدأت ملامح الكتابة الصحفية تأتي أكلها عن طريق التجربة والاحتكاك بالأقلام الكبيرة التي كانت لها تجارب الكتابة متقدمة جدا ، ما توجب حضور الجلسات التي كانت تعقد بنادي الإذاعة والتلفزيون بشارع الشهداء أو تلك الجلسات التي تنظم باتحاد الكتاب الجزائريين ، حيث تحضرها أقلام كبيرة كمحمد الميلي، عبد الله ركيبي، الطاهر وطار، بلقاسم سعد الله، محمد الصالح حرزالله ، واسيني، محمد بوغرارة، عبد العالي رزاقي، سعدي بزيان، كنت لا أزال شابا جامعيا تستهويني الكتابة، لتبدأ رحلة أخرى متخصصة في الإعلام الثقافي، بمعنى كل ما بتعلق بالأدب والنقد والفنون الأخرى، وهناك كانت رحلتي المتخصصة في العديد من الجرائد التي عملت بها مثل "الموعد ،مشوار اليوم، العالم السياسي، الوحدة وغيرها ". بعد هذه التجارب خضت تجربة الإدارة ولكن بقي قلبي معلقا بالكتابة الصحفية، رغم أن الجرائد في تلك الفترة لم تكن بالحجم العددي الذي هو عليه اليوم، وكنت أنشر بعضا من المحطات في بعض منها ك"المساء، الشعب "، إلى غاية عودتي إلي المهنة التي أحببتها مع بداية الألفية الثانية، واستقر بي المقام بجريدة "الشعب" كرئيس تحرير. ويبقى تنوع الحقل المعرفي بين البارحة واليوم بشكل كبير جدا، فالصحفي الذي لا يقرأ كتبا ولا يحضر ندوات ولا يستمع إلى محاضرات، ولا يسافر، لا يمكنه أن يضيف إلى رصيده المعرفي والقيمي أي جديد، ولا يمكنه الذهاب بعيدا في عالم يتحول بين عشية وضحاها، إلى زاوية قائمة، لذلك ادعوا الجيل الجديد من الصحفيين إلى القراءة والاحتكاك بالتجارب السابقة،لأنها المرجع والمنبع الحقيقي في التجربة الإعلامية، ولا يمكن إلغاء أي تجربة مهما كانت نتائجها لأن العبر في خواتم الأشياء.