أعرب وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، نور الدين بدوي، أمس، عن ارتياحه للجو العام الذي جرت فيه محليات 23 نوفمبر الجاري والذي ساده الهدوء التام رغم بعض المناوشات المعزولة، مؤكدا أن الجزائر اليوم تقطع الشك باليقين بأنها على سكة البناء الصحيحة والتي رسم معالمها رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، عبر إرساء قيم السلم و المصالحة الوطنية. نوه بدوي في ندوة صحفية نشطها اليوم بالجزائر, للإعلان عن النتائج المؤقتة لانتخابات 23 نوفمبر المحلية بالجو العام الذي ساده الهدوء التام رغم بعض المناوشات التي تبقى جد معزولة وهي طبيعية بالنظر إلى شدة التنافس بين المترشحين، حيث بلغ حضور ممثلي الأحزاب السياسية في مكاتب الاقتراع أكثر من 271 ألف ممثل أي ما يقارب نسبة 76 بالمئة مما كان مبرمج. وأضاف الوزير قائلا، إن الجزائر اليوم تقطع الشك باليقين بأنها على سكة البناء الصحيحة و التي رسم معالمها رئيس الجمهورية عبر إرساء قيم السلم والمصالحة الوطنية والتي تشكل اليوم أساس استقرار مجتمعنا و تماسكه و تلاحمه في ظل التقلبات التي عرفتها المنطقة ولا زالت تعاني من ويلاتها الكثير من الدول، موضحا أن هذا الاقتراع يثبت أكثر فأكثر عزم الجزائر على المضي قدما في ترسيخ دولة المؤسسات واحترام قواعد الديمقراطية عن طريق مؤسسات المنتخبة وفقا لإرادة الشعب كما حددها الدستور و القانون. وبعد أن أكد بدوي أنه لم يتم تسجيل أي حادث ماس بالنظام العام، أبرز أن ذلك يشكل بحد ذاته انجازا كبيرا يستدعى منا الوقوف وقفة احترام وإكبار لمؤسساتنا الأمنية التي سهرت على ضمان أمن سيرورة العملية الانتخابية ونجاحها، خاصة لأفراد الجيش الوطني الشعبي و الدرك الوطني والأمن الوطني مرابطون في كل ربوع هذا الوطن. كما عبر وزير الداخلية عن تقديره لوعي المواطن الجزائري ودوره الفعال في التفافه حول مؤسساته الدستورية، معتبرا أن المواطن برهن اليوم من خلال هذا العرس الديمقراطي و بطريقة هادئة و مسؤولة ومتفائلة عن تطلعه لغد أفضل رافضا كل الدعوات التيئيسية والتي تريد أن تقتل الأمل في هذه الأمة عبر محاولة تعبئة طاقاتها الحية والشابة في الركود والجمود. وبهذا الخصوص، شدد الوزير أن إرجاع الجزائر إلى الوراء لم و لن يحدث لأن تاريخ هذه الأمة المجيدة ونحن في شهر الثورة، يجعلها ترفع كل التحديات وأن الجزائر التي حررها أبناؤها يبنيها أيضا أبناؤها. وبعد أن أوضح بدوي أن هذه الانتخابات التي تعد ثاني استحقاق في ظل الدستور الجديد بعد تشريعيات الرابع ماي الماضي، هي جوارية بالدرجة الأولى وأكثر تعقيدا من ناحية التنظيم و المنافسة، كونها ضمت اقتراعين في آن واحد، بالإضافة إلى عدد المترشحين والذي بلغ 32 ألف و 555 مترشح بالمجالس الولائية و209 آلاف و744 مترشح على مستوى المجالس البلدية، مشيدا بالدور الكبير لأعوان الدولة وأعوان الإدارة الذين أكد بدوي، بشأنهم، أنهم التزموا بالحياد وعملوا على تنظيم هذه الانتخابات وسيرها بكل شفافية. إلى ذلك، عبر وزير الداخلية عن شكره لكل السياسيين الذين نشطوا حملة انتخابية هادئة وجوارية تميزت بخطاب متزن و هادئ وباقتراحات بناءة خاصة حول الدور الذي يجب أن تلعبه هذه المجالس المنتخبة، موضحا أن ذلك ما تنشده السلطات العمومية من خلال عديد ورشات الإصلاح المفتوحة من تعزيز للدور الاقتصادي للجماعات المحلية و اللامركزية والجباية المحلية، مشاركة المواطنين وغيرها من الأهداف الكبرى. وفي عرضه، قدم بدوي، أيضا، معطيات متعلقة بهذا الاقتراع المزدوج و التي تعتبر نتائجه أولية و مؤقتة إلى حين الإعلان النهائي عنها من قبل اللجان الانتخابية الولائية المشكلة حصريا من قضاة بعد الفصل في الاعتراضات والطعون القضائية إن وجدت طبقا للمواد 156, 157 و 158 و 170 من القانون العضوي المتعلق بالانتخابات.