تضع منشورات"سيديا" في متناول القارئ الجزائري من خلال سلسلة " لوريي" الرواية البوليسية الفرنسية " مقبرة الدمى" للمؤلفة مازارين بينجو ابنة الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا متيران، الرواية مزج بين الخيال السردي أدوات كتابة الرواية البوليسية المليئة بالسوسبنس في محاولة منها لفك أسرار البطلة المرأة، الزوجة و الأم القاتلة. في حركة متواصلة تكتنفها المآسي والشعور بضياع الهوية واشتداد الظلام في السجن ترحل بنا مازارين بينجو إلى " مقبرة الدمى" و هو العنوان الذي اختارته لروايتها الجديدة الصادرة ضمن منشورات " جويليار" بفرنسا العام الفارط، و لتختار منشورات" سدييا " نشرها بالجزائر لتكون في متناول عشاق الروايات البوليسية، تعود الأم السجينة الى أهم المراحل التي خطتها و التي قادتها إلى التخلص من فلذة كبذها، و في محاولة منها لتتصالح مع ذاتها تسترجع بطلة الرواية ذكرياتها المريرة و تدونها في " رسالة حياتها" الموجهة إلى زوجها الذي تحبه كثيرا، فيمكن للقارئ أن يكتشف قوة و ضعف هذه المرأة في أن واحد... و إن كان الحضور النسائي يتجسد إلا في شخصية البطلة إلا قد يتسنى للقارئ انه قوي من خلال التراجيديا التي تذهب بأذهاننا إلى التراجيديا الإغريقية، كما استعملت المؤلفة أدوات الكتابةالبوليسية التي تختلف عن قصص الجرائم في كونها تضم ما هو أكثر وأعمق من اللغز والإثارة. فهي ترسم صورة لثقافة المجتمع, وتحلل العلاقة بين طبقاته, وتطرح على قارئها تساؤلات مهمة حول المثل والأخلاقيات والطبيعة الإنسانية وهنا يتجسد لنا دور الأم سجينة ماضيها و أعمالها سجينة الزنزانة المظلمة التي جعلتها تبحث في أعماق نفسها عن السبب الذي جعلها تقتل ابنها، و تعود حتى إلى طفولتها، و هنا ربما تجد جوابا عن تساؤلاتها... مؤلفة هذه الرواية هي ابنة الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران ولدت يوم 18ديسمبر من عام 1974 وقد علم الجميع بوجود مازارين في العام 1994 عندما نشرت مجلة "باري ماتش" صورة لها مع والدها وهما يخرجان من أحد المطاعم الباريسية واكتشف الفرنسيون حقيقة وجودها فعلاً أثناء مراسم جنازة ميتران بعد سنتين من ذلك. من أعمالها نذكر" أول رواية" و هو أول كتاب أصدرته سنة 198،" اخبروني أنني كنت" سنة 2003. بالإضافة إلى كتابها "فاه مكمم" الصادر في الذكري العاشرة لوفاة والدها. وفي الكتاب وصفت جسدها بأنه مثل "متحف الأرشيف الذي أعاقه الصمت".ولكي تحقق حلمها في أن يكون لها طفل، كان لابد أولا أن "تفرغ بالكلمات كل العقد التي أحاطت بذاكرتها". كما تروي الكاتبة الشابة في كتابها كيف سمح لها موت أبيها للمرة الأولى بإقامة علاقة مع أخويها جان كريستوف وجيلبي.