أكدت منظمات مدافعة عن حقوق الإعلاميين بالعالم أن عددا من الصحفيين الأجانب والمصريين تعرضوا الأربعاء الماضي لهجمات من طرف مؤيدين للرئيس حسني مبارك خلال تغطيتهم للأحداث الجارية بميدان التحرير بالقاهرة. فقد أصدرت منظمة »مراسون بلا حدود« بيانا أدانت فيه »الهجمات المروعة« التي تعرض لها عدد من رجال الإعلام الذين يقومون بتغطية مظاهرات ميدان التحرير. وقال البيان "تدين المنظمة دون تحفظ هجمات الأربعاء المروعة ضد صحفيي بي بي سي وقناة الجزيرة الفضائية وشبكة »سي. إن. إن« وقناة العربية الفضائية وشبكة »إيه. بي. سي. نيوز« على يد »مؤيدي مبارك الذين تردد أنهم كانوا بصحبة رجال شرطة في زي مدني«. واعتبر الأمين العام للمنظمة جان فرانسوا جوليار أن استخدام العنف ضد رجال الإعلام »أمر مروع« مؤكدا أن العديدين منهم استهدفوا مباشرة من قبل مؤيدي الرئيس ورجال شرطة متسللين، وأنهم تعرضوا للضرب وسُرقت معداتهم. وأضاف أنه يتعين على كافة الأطراف في مصر أن تتذكر أن الصحفيين »مراقبون خارجيون« لا يميلون إلى أي من الأطراف. وقال جوليار إن هذه الهجمات تبدو كما لو كانت أفعالا انتقامية ضد الإعلام العالمي لنقله الاحتجاجات التي تطالب مبارك بالاستقالة. واعتبر أن السلطات المصرية مخطئة في محاولة إسكات الصحفيين، وفرض حظر على وسائل الإعلام الإخبارية. ودعا جوليار المجتمع الدولي إلى »التحرك بقوة ردا على تلك التجاوزات« مضيفا »ونذكر الحكومة المصرية بأنه من واجبها تطبيق القانون واستعادة الأمن بشكل عاجل لكل فرد، بما في ذلك رجال الإعلام«. ومن جهتها، أكدت لجنة حماية الصحفيين ومقرها نيويورك إن مؤيدين للرئيس مبارك يرتدون الزي المدني هاجموا صحفيين بشوارع القاهرة الأربعاء الماضي، ودعت في بيان الجيش المصري لتقديم حماية للصحفيين الذين يغطون الاحتجاجات. وقال منسق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باللجنة محمد عبد الدايم »الحكومة المصرية تستخدم إستراتيجية للتخلص من الشهود على أفعالها«. وأضاف »لجأت الحكومة لفرض الرقابة والترهيب، واليوم ارتكب غوغاء من مؤيدي الحكومة سلسلة هجمات متعمدة على الصحفيين«. وأشارت إلى أن قناة الجزيرة الإخبارية التلفزيونية ما زالت تواجه ضغوطا من الشركة المصرية للأقمار الصناعية (نايل سات) المملوكة للحكومة التي اتخذت خطوات لمواصلة وقف بثها. يُذكر أن قوات الأمن أوقفت قبل أيام ستة من صحفيي الجزيرة الإنجليزية فترة وجيزة بالقاهرة قبل أن تطلق سراحهم، وتصادر كاميرا كانت معهم. وأصدرت لجنة حماية الصحفيين قائمة بسلسلة هجمات واعتداءات تعرض لها صحفيون ومراسلون من بلجيكا والدانمارك وفرنسا. ومن بينها هجوم أفراد من الشرطة يرتدون الزي المدني على مكتب صحيفة الشروق المصرية بالقاهرة، وأشارت اللجنة إلى أن صحفيا ومصورا أصيبا بجروح وتهشمت آلة تصوير. وقال موقع الصحيفة على الإنترنت أيضا إن ضباطا من الجيش صادروا بطاقة صحفية وبطاقة لتخزين المادة الصحفية من أحد محرريها بالشارع. ومن جهتها، أكدت وكالة أنباء أسوشيتد برس أن اثنين من مراسليها عوملا بخشونة أثناء تغطيتهما لتجمع مؤيد لمبارك. وذكرت وسائل إعلام دانماركية أن متظاهرين مؤيدين لمبارك ومسلحين بالعصي ضربوا ستيفن ينسن المراسل بالشرق الأوسط أثناء تقديمه تقريرا صحفيا بالهاتف من لقناة »تيفي2« من القاهرة، وقال ينسن الذي لم يصب بجروح خطيرة إن جنودا يحتجزونه وإنه لا يعرف سبب احتجازه. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية »بي. بي. سي« إن مراسلها روبرت وينجفيلد احتجزه أفراد من الشرطة السرية بالقاهرة، وقيدوا معصميه وعصبوا عينيه مع زميل لم يذكر اسمه واحتجزوهما ثلاث ساعات.