نفى القيادي في جماعة »الإخوان المسلمون« عصام العريان أن يكون لتنظيمه نوايا لترشيح أحد أعضائه لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة في مصر. وذهب إلى أبعد من ذلك حين قال إن الإخوان المسلمين لن يسعوا للفوز بأغلبية مقاعد البرلمان المقبل، وهو ما اعتبرته صحيفة »ذي غارديان« البريطانية تصريحا يتناقض تماما مع توقعات العديد من المحللين في واشنطن من أن الجماعة تتربص للانقضاض على السلطة في الدولة الأكثر سكانا في الوطن العربي. وفي مقابلة أجرتها معه الصحيفة ونشرتها في عددها أمس، قال العريان: »إذا كان بإمكاننا بناء تحالف عريض فسيكون ذلك أمرا جيدا«. وأضاف:» تلك هي إستراتيجيتنا لعدة أسباب هي: أن لا نخيف الآخرين في الداخل والخارج، ولأن هذه دولة خربها مبارك وعائلته فلماذا يقع عبء إعادة بنائها علينا وحدنا؟ إنها ليست مهمتنا وحدنا إنها واجب كل المصريين«. وتابع قائلا إن الإخوان المسلمين حالة خاصة ذلك أنهم لا يسعون للسلطة عبر وسائل عنيفة أو عسكرية كما هو الحال بالنسبة لتنظيمات إسلامية أخرى قد تتبنى نهجا عنيفا، »فنحن منظمة مسالمة ونعمل وفقا للدستور والقوانين«. ويقر العريان بوجود معارضة داخلية، ولكنه يزعم أن السمة العامة لجماعة الإخوان المسلمين وللدين الإسلامي، تعني أن الخلاف في وجهات النظر مصدر قوة لا ضعف. وأشارت الصحيفة إلى أن الحوار الذي أجراه نائب رئيس الجمهورية عمر سليمان مؤخرا مع ممثلين لأحزاب المعارضة في مصر أكسب جماعة الإخوان المسلمين شرعية ظلت محرومة منها منذ عام 1954. وفي هذا الصدد، أكد العريان أنهم في الحركة يجرون تقييما »كل يوم، وربما كل ساعة« لموقفهم من الأزمة الناشبة حاليا بين المنادين بسقوط النظام وأركان السلطة. واستطرد قائلا إنهم يمنحون من هم حول الرئيس بعض الوقت للتشاور، مشيرا إلى أنهم يرتبون أمورهم لأن مبارك »كان رمزا للنظام وهو يتحكم فيهم ولذلك هم بحاجة إلى بعض الوقت ونحن نعطيهم تلك الفرصة وهي مهلة أسبوع«.