أكد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، فيليب كراولي، في حديث خص به يومية »ليبرتي« أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تثمن قرار الرئيس بوتفليقة القاضي برفع حالة الطوارئ، فيما عبر عن رغبة واشنطن في تقديم كل أنواع المساعدات إلى الجزائر للقيام بإصلاحات سياسية، اجتماعية واقتصادية تستجيب لتطلعات الشباب والمواطنين. فضل فيليب كروالي، أن يتحدث عن الجزائر في إطار مقاربة عربية شاملة، أوضح من خلالها أن الجزائر معنية كغيرها من دول المنطقة العربية الممتدة من الخليج إلى المغرب بالتغييرات الحاصلة، إلا أن كل دولة ستعرف منحى مختلفا، بالنظر إلى معطياتها السياسية والاقتصادية وتركيبتها البشرية، وهذا ما يكرس في رأيه، ما قالته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون عندما وجهت خطابها إلى دول المنطقة ودعتهم على القيام بتغييرات حقيقية على جميع المستويات. وبالنسبة للجزائر، أكد المتحدث أن الحكومة الجزائرية قامت بخطوات إيجابية، مشيرا إلى قرار رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة القاضي برفع حالة الطوارئ، التي اعتبرها مطلبا أمريكيا ملحا منذ سنوات عديدة وقال إن الإبقاء عليها كان يشغل الإدارة الأمريكية. واستطرد قائلا »إننا نشجع الجزائر من أجل تغيير القوانين الخاصة بالاستثمارات الأجنبية، بما يسمح بتطوير اقتصادها وتغير مناصب الشغل للشباب، كما أنها بحاجة إلى مساعدة تقنية من طرف المجموعة الدولية لتحقيق التغيير«. وعن تصريحات أمريكية تدعو إلى ضبط النفس في التعامل مع المتظاهرين والتي اعتبرت بمثابة تدخل في الشؤون الداخلية للجزائر، أكد كراولي، أن التغيير يجب أن يكون جزائريا محضا ومن غير المعقول أن تفرض أمريكا آليات التغيير، نحن هنا لمساعدة الجزائر لأنها بلد يملك قدرات كثيرة وهو قادر على تطويرها لصالح شعبه. ولم يتردد المتحدث في الإشارة إلى بعض المشاكل التي تعرفها الجزائر، لا سيما فيما يخص تفشي الرشوة، كما تحدث عن دور المحروقات التي تعد من أهم مصادر الدخل الخارجي للجزائر، وقال إن الجزائر تعيش في مفارقة تجعل منها بلدا غنيا بشعب يعاني من توزيع غير عادل للثروة، وهو الأمر الذي لم يعد الشباب يرضى به، لأنه على اطلاع دائم على ما يحدث في دول أخرى ويعرف جيدا أنماط الحياة بأمريكا وأوروبا، وعليه فمن حقه أن يعيش حياة مماثلة. وأضاف »إن ما نريده من الجزائر هو الوفاء بالتزاماتها والاستجابة لتطلعات الشعب في ظل الحرية والعدل والمساواة، وضمان حرية التعبير والتظاهر، يجب أن يكون هناك تغيير لكن ليس بإملاءات أمريكية«.