صرح وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله أنه لا مانع في إنشاء نقابة خاصة بالأئمة وأنه يشجع على ذلك، لكن شرط أن ترفع هذه النقابة من مكانة المسجد وتتعاون لإشاعة العلم فيه، مضيفا أن الأئمة إذا ضاقت بهم السبل عليهم أن يضاعفوا عدد الدروس في المساجد وقال »إذا كانت نقابة بهذا المعنى فمرحبا بها«. وجه غلام الله انتقادات على هامش الندوة الثقافية للأئمة المنعقدة أمس، بولاية البليدة، انتقادات للذين يطالبون الأئمة بالاحتجاج على أوضاعهم وتأسيس نقابة لهم، وقال إن الآئمة لم يطالبوا بذلك والذين تحدثوا عبر وسائل الإعلام نسبوا ذلك لهم بعد أن ضاقت بهم وحدة الخطاب المسجدي ولم يتحملوا أن يكون المسجد صانع الرأي العام، ليضيف أنه لا ينبغي للأئمة أن يكونوا ضمن فئة العمال بل يقودوا العمال والذين طالبوا بذلك حسبه يجهلون دور الإمام أو يحاولون جره لأغراض أخرى غير التي أنتدب من أجلها، وأكد أن »دور الإمام يتمثل في توجيه الناس إلى ما يصلح أمور دينهم ودنياهم والذين طالبوه بالانجرار وراء شؤون الدنيا أو نصحوه بإلقاء خطبة صامتة هؤلاء لا يرفعون من شأنه وإنما يحطون من قيمته«. وأضاف الوزير، أن نصيحتهم للإمام مثل نصيحة الشيطان لسيدنا آدم، مردفا »الإمام يوجه ولا يوجه وهو الذي يصلح شأن الأمة، وبرهن الأئمة على ذلك في الأحداث الأخيرة التي عرفتها الجزائر ، حيث أثبتوا أنهم قادرون على التوجيه وكلمتهم مسموعة والأمة تستجيب لهم، وظهر أن هناك نصحا ووعيا وإدراكا للمسؤولية عند الأئمة«، مشيرا إلى أن الأمة احترقت حين أهمل المسجد وأول من احترق هم الأئمة فقد تم تسجيل 76 شهيدا في صفوفهم خلال العشرية الدموية. وفي ساق ذي صلة، قال غلام الله إن وزارته ليست مهمتها التحكم في الأئمة أو السيطرة عليهم والاستخفاف بهم وإنما لخدمتهم، مؤكدا أنه لا يقلل من أهمية الحياة الكريمة التي يجب أن يتوفر عليها الأئمة والتمتع بحقوق المواطنة، وأن الإمام لم يعد اليوم يكتسب بل له راتب وضمان اجتماعي ويعد من رجال الدولة، كما طمأن الوزير الأئمة بتحسين الوضع الاجتماعي أكثر في المستقبل، مشيرا إلى أن الوزارة ترفض فتح أي مسجد إلا إذا توفر فيه مسكن للإمام، أما فيما يتعلق بعلاوات ومنح الأئمة أوضح غلام الله أنه رفض المنح والعلاوات المقترحة من طرف الوظيف العمومي وطالب برفعها أكثر، لذلك تأخر دفعها.