اندلعت منذ الساعات الأولى من صباح أمس، اشتباكات عنيفة بين سكان حي مناخ فرنسا بوادي قريش بأعالي العاصمة وبين قوات الأمن، بعد عملية هدم أزيد من 27 بناية فوضوية شيدت قبل نحو 20 يوما بذات الحي، حيث عمد بعض الشباب إلى رمي الزجاجات الحارقة والرشق بالحجارة من فوق أسطح العمارات والشرفات، في حين طوقت قوات مكافحة الشغب المكان، ولجأت حسب شهود عيان، إلى إطلاق الرصاص المطاطي والغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى حسب مصادرنا. انتفض سكان حي مناخ فرنسا، أمس، بعد أن أقدمت السلطات المحلية على هدم أزيد من 27 بناية فوضوية باستعمال القوة العمومية وهو ما أحدث حالة من الفوضى والغليان، وتحول حي مناخ فرنسا »كليما دو فرانس« إلى ساحة معركة بعد اشتباكات قوية دامت ساعات بين محتجين وقوات مكافحة الشغب التي حاصرت المكان وطوقت المتظاهرين بحزام أمني لمنع اتساع رقعة العنف. وحسب ما عاينته »صوت الأحرار« في عين المكان فإن قوات مكافحة الشغب جندت ترسانة من العتاد الثقيل امتدت إلى غاية الأحياء المجاورة كما عمدت إلى إطلاق الرصاص الحي في السماء فضلا عن استعمال الغازات المسيلة للدموع وكاسحات المتاريس لتفريق المتظاهرين الذين عمدوا إلى افتراش الأرض وغلق الطريق الرابط بين حي »كليما دو فرانس« و»فونتان فراش« والطرقات المؤدية إلى باب الوادي وتريولي مما أسفر عن وقوع إصابات متفاوتة بين أوساط المنتفضين نقلوا على إثرها إلى المستشفى، كما تسبب دخان الغازات المنبعثة من القنابل المسيلة للدموع إلى اختناق سكان الحي وخاصة الأطفال الرضع. وحسب ما أكده قاطنو البنايات الفوضوية التي مستها عملية الهدم، فإن تشييدهم لهذه السكنات جاء بناء على تصريح من البلدية والمقاطعة الأولى للأمن الحضري مؤكدين أن الوضعية المزرية التي يعيشونها بفعل أزمة السكن الخانقة وضيق الشقق التي يتقاسمها عدد كبير من الأفراد في كل عائلة، هي التي دفعتهم إلى تشييد سكنات الصفيح التي كانت بالنسبة لهم آخر الحلول خاصة وأن السلطات المحلية لم تراع حسبهم، العدالة في توزيع السكنات الاجتماعية، فضلا عن أن الحي يضم كثافة سكانية كبيرة شيد في سنوات الخمسينيات والحصص السكنية الموزعة لا تلبي الطلب، كما استنكرت العائلات المتضررة الطريقة التي تم بها إخلاء السكنات قبل هدمها من قبل قوات الأمن. وأدت حالة العنف التي شهدها الحي إلى إخلاء مقر بلدية وادي قريش من جميع العمال خاصة وأن المقر تفصله أمتار قليلة عن المنطقة فضلا على قطع غاز المدينة بكافة الحي وحتى بعض المناطق المجاورة تخوفا من لجوء العائلات إلى التهديد بالانتحار الجماعي بالغاز وتسببت الاحتجاجات في قطع مختلف الطرقات المؤدية من وإلى وادي قريش مما أحدث شللا بحركة المرور في قلب العاصمة. يذكر، أنه سبق أن نشبت أعمال عنف مشابهة بحي مناخ فرنسا السنة الماضية على خلفية انفجار أدى إلى انهيار عمارة بحي شوفالي لم يتم إعادة إسكان الضحايا إلى غاية كتابة هذه السطور.