استقرت أسعار النفط في حدود 106 دولار للبرميل بعدما كانت ارتفعت أمس الأول إلى أعلى مستوى لها منذ سبتمبر 2008، مسجلة 107.84 دولار مدعومة بالاضطرابات في ليبيا والشرق الأوسط بصفة عامة، في هذا السياق، أكدت إيران أن عقد اجتماع طارئ لمنظمة الدول المصدرة للنفط »أوبك« ليس ضروريا في القوت الحالي. جرى التداول بسعر برميل النفط المرجعي الخفيف، تسليم ماي المقبل ب106,62 دولار، وكان ارتفع قبل ذلك في المبادلات الالكترونية التي سبقت جلسة التداول إلى 107,84 دولار أعلى سعر له منذ 26 سبتمبر 2008 قبل أن يعود إلى التوازن، في هذا السياق، أكد الخبير فيل فلين، من مؤسسة »بي أف جي بست«، إن »النفط يواصل الاستفادة من ضعف سعر صرف الدولار والمخاوف المتنامية حيال ليبيا وكذلك البحرين والكويت وسوريا واليمن«، وأضاف قائلا »في إطار ما نطلق عليه الربيع العربي، تتساءل السوق من أين ستأتي الخسارة المقبلة لعرض النفط«، علما أن سعر صرف الدولار الضعيف يُشجع مشتريات المواد الأولية المسعرة بالدولار، لحماية الرأسمال من فقدان قيمته، ومن جهته، علق توم بنتز من »بي أن بي باريبا« بالقول أن »الأسعار تواصل الارتفاع وهو نفس الشيء بالنسبة لأرقام العمل في الولاياتالمتحدة، وعلى الرغم من أن السوق لم تتفاعل كثيرا حيال ذلك، إلا أن هناك القليل من الفرص لكي يؤدي هذا الأمر إلى وقف ارتفاع الأسعار«. وارتفعت عقود العمل في مارس الماضي في أكبر اقتصاد مستهلك للذهب الأسود في العالم، مع 216 ألف وظيفة جديدة، أي أكثر مما سُجل في شهر فيفري وأكثر مما كان متوقعا. وأمام هذه التطورات لا يزال العديد من أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط »أوبك« يرون أنه لا داع لعقد المنظمة لاجتماع طارئ مثلما أرادت بعض الأطراف الترويج له، وهو ما أدته إيران في تصريحات أوردها أمس وزير النفط سيد مسعود مير كاظمي الذي يترأس »أوبك« حاليا. وذكرت وكالة »مهر« الإيرانية أن وزير النفط سيد مسعود مير كاظمي صرح بأنه »لا ضرورة لعقد اجتماع طارئ للمنظمة في الوقت الحاضر« ودعا إلى تثبيت مستوى إنتاج النفط داخل الأوبك. ونسبت الوكالة الإيرانية إلى كاظمي قوله »إن إنتاج أوبك حاليا يبلغ 30 مليون برميل يوميا من إجمالي الإنتاج العالمي البالغ 85 مليون برميل« وأوضحت أن هذا الأخير أرجع سبب تراجع إنتاج أوبك إلى الأزمة الاقتصادية العالمية مؤكد »يجب البحث عن أسباب هذه الأزمات الاقتصادية في السياسات الاقتصادية لبعض الدول الغربية والتي أدت إلى تقليص إنتاج أعضاء أوبك بمقدار أربعة ملايين برميل«. وبرأي كاظمي فإن دراسة وضع العرض والطلب يُبين أنه مع وجود ارتفاع السعر العالمي للنفط إلى أكثر من مائة دولار للبرميل »فلا توجد حاجة لعقد اجتماع طارئ لمنظمة أوبك«، مشيرا إلى أن السعودية دعت العام الماضي إلى زيادة إنتاج أوبك إلا أن هذا الأمر لم يؤثر على أسعار النفط العالمية لان المضاربين في أسواق النفط هم الذين يجنون الأرباح في الظروف الحالية وشدد في الوقت نفسه على أنه »لا يوجد شح في أسواق النفط يستدعي أن تعقد أوبك اجتماعا طارئا«.