بلغت أمس أسعار البترول 71 دولارا لأول مرة منذ سبعة أشهر. وفي سياق ليس ببعيد اقترحت روسيا عقد اجتماع مع "أوبك" شهر جويلية المقبل مؤكدة بأنه لا حاجة لخفض صادراتها من النفط، من جهتها أكدت الكويت على لسان وزيرها للنفط بأن المنظمة سترفع الإنتاج في سبتمبر القادم إذا ارتفع سعر النفط إلى مستوى 100 دولار للبرميل. بلغ سعر خام برنت المستخرج من بحر الشمال بالنسبة لتسليم جويلية القادم بسوق لندن 63،70 دولار مرتفعا ب01،1 دولار، بينما ارتفع سعر لايت سويت كرود في سوق نيويورك ب13،1 دولار ليقدر ب 14،71 دولار. وكان وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل في آخر تصريحات له أرجع سبب ارتفاع أسعار البترول إلى انخفاض المخزون الخام لأمريكا وكذا نشاط المصافي التي استهلكت كميات كبيرة من البترول الخام كي تسد احتياجات الولاياتالمتحدة من البنزين في فصل الصيف، بالإضافة إلى انخفاض سعر الدولار، وتحسن الاقتصاد العالمي، كما شدد على أن القرار الذي اتخذ في وهران بخصوص خفض الإنتاج بنسبة 4.2 كان له الأثر المباشر في خفض المخزون وارتفاع الطلب. وأعلنت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أن خام نفط المنظمة القياسي اقترب من سعر 69 دولارا للبرميل يوم الثلاثاء الماضي حيث بلغ 69،68 دولار للبرميل مقابل 02،67 يوم الاثنين، وفي إطار تطورات الأسعار النفطية نحو الارتفاع، أكد وزير النفط الكويتي الشيخ أحمد العبد الله الصباح أن الأوبك قد ترفع الإنتاج في شهر سبتمبر القادم إذا ارتفع سعر برميل النفط الى مستوى 100 دولار للبرميل، وذهب يقول أمام البرلمان الكويتي "إن المنظمة لن ترفع الإنتاج إذا بلغ سعر النفط 75 دولارا للبرميل، ولكن ربما تفعل ذلك إذا بلغ هذا السعر 100 دولار للبرميل" معتبرا إجمالي الطلب العالمي "لا يزال ضعيفا إلا أن هناك انتعاشا في آسيا ولذلك ينبغي توخي الحذر". ويأتي ارتفاع أسعار النفط بعد تلقي شائعات عن نقص حاد في المخزون النفطي الأمريكي، ويرجع الخبراء هذا التحسن في أسعار الخام إلى تدهور قيمة الورقة الخضراء الذي يدعم عمليات شراء المواد الأولية وليس الى أساسيات السوق، أي العرض والطلب. ومن بين المعطيات الأخرى التي ساعدت على انتعاش الأسعار الهجوم المسلح الذي وقع جنوب نيجيريا والذي كانت له آثار مدمرة على إحدى محطات ضخ النفط. في سياق متصل، اقترحت أمس روسيا عقد اجتماع مع منظمة "أوبك" شهر جويلية المقبل لكنها أكدت أنه لا حاجة لخفض صادرات النفط الروسية، وذهب ايجور سيتشين نائب رئيس الوزراء للصحفيين إلى القول "نحن نواصل التعاون مع أوبك وهناك اقتراح بعقد ندوة مشتركة بشأن التعاون بين هذه المنظمة ووزارة الطاقة." مشددا على أن "إنتاج النفط الروسي لن يتراجع في السنوات الثلاث المقبلة ولكن قد ينخفض لاحقا إذا لم تتوفر الاستثمارات الضرورية." وبالمستوى الحالي للأسعار تكون هذه الأخيرة قد ارتفعت بأكثر من الضعف منذ هبوطها مقتربة من 30 دولارا في الشتاء الماضي وذلك بفضل توقعات بانتعاش اقتصادي من شأنه أن يؤدي الى ارتفاع الطلب على النفط، علما أن الأسعار لا تزال منخفضة بما يزيد على 50 بالمئة عن أعلى مستوياتها المسجلة شهر جويلية من سنة 2008، أي أكثر من 147 دولار.