قالت مصادر علمية إنه من المنتظر عقد لقاء بين رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والرئيس المصري حسني مبارك لإنهاء الاحتقان الذي خلفته مباراة كرة القدم بين الفريقين في القاهرة في تصفيات نهائيات كأس العالم، كما ينتظر أن يطلب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إجراء محادثات ثنائية بينه وبين رئيس الجمهورية الذي تعود آخر زيارة له إلى فرنسا إلى 13 جويلية 2008، حينما حضر احتفالات تأسيس مشروع الاتحاد من أجل المتوسط، الذي أطلقه الرئيس الفرنسي ساركوزي، غير أنه ومنذ ذلك التاريخ دخلت العلاقات الثنائية نفقا مظلما، حالت دون إقدام الرئيس بوتفليقة على زيارة باريس ردا على زيارة الدولة التي أداها ساركوزي للجزائر في ديسمبر 2007، بالرغم من أنها كانت مقررة خلال العام المنصرم، وقطعت التحضيرات من أجلها أشواطا متقدمة، تجلت من خلال الزيارة التي أداها الوزير الأول الفرنسي، فرانسوا فييون للجزائر، صائفة 2008. وفي نفس السياق تحفظ قصر الايليزي في بيان له حول الحديث عن إمكانية عقد قمة ثنائية بين الرئيسين بوتفليقة وساركوزي، على هامش "قمة نيس"، وأوضح: "حضور بوتفليقة أصبح مؤكدا..ومن غير المنتظر إقامة مباحثات ثنائية على هذا المستوى، لكن المؤكد هوأن الرئيسين سيتقابلان ويتحدثان"، حسب ما جاء في بيان الرئاسة الفرنسية. وتعقد القمة التي كانت مقررة في الأصل في مصر، على الساحل اللازوردي ما يسمح لفرنسا بتفادي حضور الرئيس السوداني عمر البشير الصادرة بحقه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية (سيمثل السودان نائب البشير علي عثمان طه)، وكذلك رئيس زيمبابوي روبرت موغابي المنبوذ على الساحة الدولية (سيشارك مندوب عن موغابي في القمة). وكان ساركوزي اتفق مع نظيره المصري حسني مبارك على نقل القمة من شرم الشيخ حيث كان من المقرر أن تعقد الى نيس، بسبب الحكم الصادر على الرئيس السوداني عمر البشير، الذي لا يمكن لمصر ألا تدعوه الى القمة. وهذه القمة الأولى بين فرنسا والدول الأفريقية منذ تولي ساركوزي الرئاسة. وقد غادر رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة متوجها إلى نيس للمشاركة في أشغال الدورة التي سيشارك فيها رؤساء الدول والحكومات للتشاور حول سبل تعزيز دور افريقيا في التصميم الجديد للحكامة العالمية. كما سيتطرقون الى آليات دعم النظام الأمني الجماعي الذي حدده الاتحاد الافريقي لرفع تحديات الاستقرار والسلم والأمن في القارة وكذا التكفل بمصالح افريقيا أمام رهانات التغيرات المناخية. للتذكير فان القمة ال24 التي عقدت في 2007 بمدينة " كان " الفرنسية قد تميزت بالارادة في ترسيخ افريقيا في العولمة وجعل القارة الافريقية " ملتقى رخاء و ازدهار".