انتقدت روسيا وفنزويلا محاولات التحالف الغربي قتل العقيد الليبي معمر القذافي، في حين حثت طرابلسموسكو على دعوة مجلس الأمن لجلسة طارئة لبحث ما سمته بالعدوان الغربي، وطالبت كذلك بقمة أفريقية لبحث الموضوع ذاته. وانتقد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين تعامل التحالف الغربي مع الأزمة في ليبيا، قائلا إنه ليس من حقه قتل العقيد الليبي، وأيده في هذا الموقف الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز الذي قال أيضا إنه استقبل وفدا ليبيا يمثل النظام الليبي، في مسعى لإيجاد حل سلمي للأزمة. واعتبر بوتين أن التحالف تخطى حدود قرار مجلس الأمن الدولي، واتخذ موقفا ضد القذافي الذي قال إن أفعاله لا تبرر التدخل الأجنبي ناهيك عن محاولة إزاحته عن السلطة. وأضاف بوتين في مؤتمر صحفي عقده بعد محادثات مع رئيس الوزراء الدانماركي لارس لوك راسموسن »قالوا إنهم لا يريدون قتل القذافي، والآن يقول بعض المسؤولين نعم نحن نحاول قتل القذافي. من الذي سمح بهذا؟ هل كانت هناك أي محاكمة؟ من الذي انتزع حق إعدام هذا الرجل؟«. ووصف القذافي بأنه »معوج« لكنه قال إن ذلك لا يبرر التدخل. وتساءل »ألا توجد في العالم نظم حكم كهذه؟ هل سنتدخل في كل تلك النزاعات؟ انظروا إلى أفريقيا، انظروا إلى الصومال، هل سنقصف كل مكان ونشن ضربات صاروخية؟«. وامتنعت روسيا العضو الدائم بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن التصويت على القرار الخاص بليبيا الشهر الماضي، ووصفه بوتين في حينه بأنه »دعوة من القرون الوسطى إلى حروب صليبية«. وتأتي انتقادات بوتين بينما تبحث الولاياتالمتحدة وبريطانيا تكثيف الضغوط على القذافي الذي صمد في مواجهة هجمات جوية لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مستمرة منذ أكثر من شهر. وكان وزيرا الدفاع الأمريكي روبرت غيتس والبريطاني ليام فوكس قالا إن مقر العقيد الليبي معمر القذافي »هدف مشروع« للقصف، وذلك بعد تعرضه لقصف الحلف يوم الاثنين الماضي. وبعدة فترة قصيرة من تصريحات بوتين، قالت وكالة الجماهيرية الليبية للأنباء إن ليبيا حثت روسيا على الدعوة إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث ما سمته العدوان الغربي. لكن وكالات أنباء روسية نقلت عن سيرغي بريخودكو مستشار الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف قوله إنه لم يتم إصدار أي تعليمات بشأن الدعوة إلى اجتماع لمجلس الأمن. وفي إطار مماثل، قال الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز إنه استقبل وفدا ليبيا يمثّل نظام العقيد معمر القذافي، في محاولة لدعم المساعي لإيجاد حل سلمي للأزمة الليبية، منتقدا القصف الغربي لليبيا. ووصف شافيز القذافي بأنه صديقه، مضيفا أن القضية تتجاوز الصداقة، وانتقد بشدة العمليات العسكرية للتحالف ضد قوات القذافي وقصف مقر إقامته قائلا »من أعطاهم الحق في القيام بهذا؟ هذا جنون«. وأضاف قائلا »لأنهم لا يحبون الزعيم القذافي، ولأنهم يريدون أخذ نفط ومياه ليبيا فإنهم يلقون القنابل في كل مكان«. وأكد شافيز في كلمته أمام عمال أول أمس أنه يبذل أقصى جهده لإيجاد حل سلمي للنزاع في ليبيا ولأي نزاع آخر يمكن أن ينشب في العالم. وذكر اسم فنزويلا كملاذ آمن محتمل للقذافي لكن مسؤولين في حكومة شافيز نفوا أن ذلك الخيار يجري دراسته. وفي توجه مواز لدعوته لجلسة أممية، دعا وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي إلى عقد قمة أفريقية لبحث الضربات الجوية، وقال إن على الاتحاد الأفريقي تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك ردا على الضربات الجوية. وحث الاتحاد الأفريقي على أن »يدين بشدة« غارات الطائرات الأمريكية من دون طيار ونشر مستشارين عسكريين غربيين على الأراضي الليبية، واعتبر أن هذا الأمر يشكل »انتهاكا لقرارات الأممالمتحدة« و»تحضيرا واضحا للعدوان المقبل« على ليبيا. ومن جهته، قال مفوض الاتحاد رمتان لامامرا إن تدخل الناتو لم يحل الأزمة الليبية، ودعا إلى عدم استهداف المسؤولين الليبيين في الغارات. وكان الوزير الليبي يتحدث أمام مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي في اجتماع حضره أيضا وفد يمثل المجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي يمثل الثوار، في إطار مشاورات مستمرة منذ الاثنين الماضي في محاولة لإيجاد حل تفاوضي للأزمة في ليبيا. وأجرى مسؤولو الاتحاد الأفريقي الاثنين الماضي مشاورات منفصلة مع أعضاء الوفدين الليبيين، وتحدثوا عن »بداية مشجعة«، غير أن المجلس الانتقالي لا يزال يطالب بتنحي العقيد معمر القذافي شرطا مسبقا للتوصل إلى حل. وكان نظام القذافي وافق منذ نهاية مارس الماضي على خريطة طريق عرضها الاتحاد الأفريقي تقوم على وقف فوري لإطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية والبدء بحوار تمهيدا لعملية انتقالية.