أعلن أمس محسن مرزوق الأمين العام التنفيذي للمؤسسة العربية للديمقراطية عن مبادرة إنشاء برلمان الشباب في المنطقة العربية، الذي سيكون مقره الرئيسي في العاصمة القطرية الدوحة، وقال إن البرلمان سيباشر أشغاله بشكل رسمي بعد انتخاب أعضائه الممثلين للدول العربية في جانفي المقبل. مبعوثتنا إلى مراكش:سميرة بن عودة جاء إعلان الأمين العام التنفيذي للمؤسسة العربية للديمقراطية المبادرة بمشروع برلمان الشباب في المنطقة العربية في اختتام أشغال الأكاديمية الصيفية لإطارات وممثلي المجتمع المدني الشباب في منطقة المغرب العربي في طبعتها الأولى، والتي احتضنتها جامعة قاضي عياض بمراكش طيلة الأيام العشرة الماضية ودارت فعاليتها حول موضوع الحكم الراشد في المغرب العربي بمشاركة من الجزائر وتونس والمغرب. وأكد محسن مرزوق أن انتخابات ممثلي برلمان الشباب الذي سيكون الأول من نوعه في المنطقة العربية ستجري خلال الأشهر المقبلة، على أن يباشر رسميا مهامه كفضاء للشباب العربي الذين تتراوح أعمارهم ما بين 16 سنة و24 سنة في جانفي 2009 ويكون مقره الرئيسي في العاصمة القطرية الدوحة مع إنشاء مقرات إقليمية، وسيضم البرلمان 100 عضو يمثلون الدول العربية 50 مقعدا منه ستحتلها الشابات في إطار تطبيق مقاربة النوع الاجتماعي وتعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية، كما سيمثل البرلمان مختلف الفئات اللغوية والدينية في المنطقة، أما عن طريقة انتخاب البرلمانيين الشباب وبالنظر لصعوبة تطبيق الاقتراع المباشر في كل دولة عربية على حدا لاختيار ممثليها في البرلمان على غرار ما يجري في أوروبا وأمريكا، تقرر اللجوء إلى ترشيحات وانتخابات ضمن مجموعة ممثلين للشباب في المنطقة العربية، وأشار محسن مرزوق أن المؤسسة العربية للديمقراطية تحصلت على موافقة من قناة الجزيرة في قطر لضمان النقل المباشر لأشغال البرلمان بعد تنصيبه رسميا. وإلى جانب برلمان الشباب في المنطقة العربية كشف محسن مرزوق في مداخلته الختامية أمام المشاركين في الأكاديمية الصيفية حول الحكم الراشد عن مبادرة أخرى ستمولها المؤسسة العربية للديمقراطية وتتمثل في منح فرص للشباب المغاربي من صحفيين وقانونيين لإعداد ماجستير في التحولات الديمقراطية بجامعة الدوحة لمدة 6 أشهر، وقال إن المبادرة ستشمل في الموسم الأول 25 مشاركا يتم اختيارهم من ضمن الشباب المشارك في مختلف النشاطات التي تنظمها المؤسسة بالتعاون مع شركائها حول موضوع الديمقراطية وإرساء قواعد الحكم الراشد. وتجدر الإشارة إلى أن الأكاديمية الصيفية للإطارات المغاربية الشابة في طبعتها الأولى والتي خصصت لموضوع الحكم الراشد نظمت بمبادرة من المنظمة الألمانية "جي تي زاد" والمركز الأوروبي لحقوق الإنسان والديمقراطية بالشراكة مع مركز الكواكبي للتحولات الديمقراطية والمؤسسة العربية للديمقراطية وكذا جامعة مراكش للحقوق والاتحاد الأوروبي، وقد دار النقاش حول أسس الحكم الراشد، كما احتل موضوع الديمقراطية التمثيلية وحقوق الإنسان ومقاربة النوع الاجتماعي والشفافية حيزا هاما من أشغال الأكاديمية كما حظي مشروع الاتحاد من أجل المتوسط والشراكة بين الشمال والجنوب باهتمام خاص من المتدخلين والمشاركين في الأكاديمية. وفي مداخلته التي تطرق فيها إلى العلاقة بين الديمقراطية والحكم الراشد شدد محسن مرزوق على أن الحكم الراشد لا يمكن أن يكون بأي حال من الأحوال بديلا عن المسار الديمقراطي كما لا يمكن الحديث عن حكم راشد في غياب المساواة بين المرأة والرجل، مشيرا إلى وجود أزمة في قابلية الحكم في دول الجنوب كما في دول الشمال، وقال إن الحكم الراشد من شأنه أن يكون مصدرا للشرعية السياسية.