يعتصم صباح اليوم الأطباء المقيمون في المركز الاستشفائي الجامعي بوهران، من أجل تكثيف الضغط على السلطات العمومية لتلبية المطالب المرفوعة، في الوقت الذي هم بصدد تحرير رسالة رسمية ، وتوجيهها إلى رئيس الجمهورية، في خضمّ الإضراب المفتوح الذي أكدوا على تواصله. هذا ما كشف عنه التكتل المستقل للأطباء المقيمين في الندوة الصحفية التي نشطتها صباح أمس جماعيا مجموعة من الأطباء المقيمين، الأعضاء في التكتل المستقل بمقر اتحاد عمال التربية والتكوين في العاصمة، حيث أوضح هؤلاء أن المركز الاستشفائي لوهران سيعيش نهار اليوم اعتصاما وطنيا، من أجل المطالبة بالإفراج على القانون الأساسي الخاص، ونظام التعويضات المتفق عليهما منذ أسابيع، وتلبية بقية المطالب الأخرى. في البداية تحدث الدكتور مروان، الذي افتتح الندوة بحضور ممثلي جمعيات المرضى، ورئيس مجلس أخلاقيات الطب، الدكتور بركاني محمد بيقاط عن المسار الدراسي والسنوات الطويلة التي تستغرقها دراسة وتكوين الطبيب المقيم، مستعرضا الجهود الميدانية الكبيرة التي يبذلها الطبيب الداخلي، حيث قال أنه يدرس سبع سنوات بعد البكالوريا، كي يصبح طبيبا داخليا، ويقوم بمجموع 50 مناوبة ليلية، تستغرق كل واحدة منها 24 ساعة متواصلة بصفر دينار جزائري، ويجري مسابقة الإقامة بعد سنة من البطالة المبرمجة، وحين ينجح فيها يمنح له أجر شهري يقدر بثلاثة ملايين سنتيم، وبعد انتهاء الدراسة يُعيّنون في الخدمة المدنية بدون سكن ولا إمكانيات أخرى. من جهته الدكتور إيلاس محمد نذير، استعرض الأسباب التي أملت الحركة الاحتجاجية من قبل الأطباء المقيمين، وقال أن تعليمة جويلية الماضي، القاضية بتجميد شهادات الأخصائيين حتى تأدية الخدمة المدنية التي حاولت تمديدها إلى من 8 إلى 13 سنة، وقد صُدم الأطباء لهذا الأمر، وسارعوا بتأسيس هذا التكتل المستقل،غير السياسي، الذي أعدّ أرضية المطالب المرفوعة، التي عدّدها الدكتور إيلاس في إصدار القانون الخاص، ونظام التعويضات، وإلغاء إلزامية الخدمة المدنية، وتعميم الإعفاءات من الخدمة الوطنية على الأطباء مثلما هو الحال مع بقية الجزائريين الآخرين. وقال إيلاس عن الخدمة المدنية، أنها فاشلة، وخاصة في الجنوب والمناطق المعزولة،في ظل الأوضاع الحالية. ونصح الدكتور إيلاس والدكتور رضوان السلطات العمومية باعتماد الدراسة المعدة من قبل خبراء المجلس الاقتصادي والاجتماعي حول الخدمة المدنية ونددا رفقة زملائهم: الدكتور إيدير من مستشفى عنابة، والدكتور محمد سحنون من مستشفى زمرلي، والدكتور أخاموخ من تمنراست، بالعنف الذي تعرض له الأطباء المقيمون في مسيرة الأربعاء الماضي، ومكّنوا الصحافيين الحاضرين من رؤية صور الكسور والجروح والكدمات حية على أجسام الأطباء والطبيبات، وذكروا بسعيهم لرفع دعوى قضائية ضد المديرية العامة للأمن الوطني. وقالوا أن القوة العمومية لم تحترم ميثاق منظمة الصحة العالمية، والمادة 71 من ميثاق المستشفيات،التي تنص على احتراح حرم المستشفيات. وعبّر ممثلو جمعيات المرضى عن مساندتهم لمطالب الأطباء المقيمين، وتلميحهم للمعاناة التي هم عليها في هذا الإضراب ، قال الدكتور أخاموخ : أنا فخور بكوني جزائري، أنا من توارق تمنراست، ابن أخاموخ حاج موسى،أريد العمل في الجنوب ولكن حتى الآن لا يوجد مستشفى واحد في الجنوب، وتأسف للذين يقولون عن الخدمة المدنية تضامنا مع سكان الجنوب، وكأننا نحن أهالي، ولسنا جزائريين، عيب أن نأتي بصينيين وكوبيين بعد 50 سنة من الاستقلال، وندفع لهم 4 آلاف أورو في الوقت الذي لا ندفع فيه للجزائري سوى 30 ألف دينار. ومن جهته الدكتور بركاني محمد بيقاط، أعرب عن مساندته لمطالبهم، ورافع من أجل الأخذ بيد قطاع الصحة، الذي اعتبره كارثيا.