نفت السلطات العسكرية بمالي وقوع اشتباكات بين عناصر تابعة للتنظيم الإرهابي المُسمى «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» وقبيلة عربية بمنطقة «تومبوكتو»، وذلك ردّا على أنباء تُفيد بوقوع خمسة قتلى من الجانبين إثر ما وصفته ب «اشتباكات عنيفة جدّا». يحدُث ذلك في وقت أعلن فيه الجيش الموريتاني استسلام عنصر ينتمي إلى التنظيم، وتزامنا أيضا مع زيارة رئيس هيئة أركان الجيش المالي إلى نواكشوط. نقلت وكالة الأنباء الفرنسية استنادا إلى ما أسمته مصادر أمنية بنواكشوط، أنّ شابا موريتانيا ينتمي إلى تنظيم «القاعدة» سلّم إلى السلطات الموريتانية في مدينة جنوب شرق البلاد على الحدود مع مالي، وقالت هذه المصادر «إن شابا آتيا من معسكرات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في شمال مالي استسلم مساء الثلاثاء لشرطة تيمبدرا»، وأشارت إلى أنه لا يزال يخضع للاستجواب. وبحسب المصادر ذاتها فإن الشاب يُدعى «يزيد بيه ولد محمد محمود»، وهو يبلغ من العمر ثلاثين عاما، كما أشارت معلومات إلى أنه انضم إلى معسكرات تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» منذ 2008 حيث خضع لتدريبات «على كل أنواع الأسلحة والمتفجرات» داخل كتيبة «الأنصار» بقيادة المالي «عبد الكريم ترغي»، وأضافت «أكد أنه اختار العودة إلى بلاده والتخلي عن ثقافة العنف وتوابعها لأنه لم يعُد يرى بسببها شيئا لا مستقبله ولا أي أهداف شريفة». وتُفيد تسريبات أمنية أن ما أصبح الآن في خانة «العضو السابق في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، أخبر الشرطة عند التحقيق بأنه اضطر إلى ادعاء المرض والحاجة إلى علاج لكي يدعه هذا التنظيم يُغادر، وبذلك يكون «يزيد بيه ولد محمد محمود» مُرشحا للاستفادة من تدابير القانون الموريتاني الجديد حول الإرهاب تمّ تبنيه جوان الماضي، وهو يعرض على المتطرفين الذين يستسلمون للسلطات «قبل توقيفهم» شروطا خاصة يُمكن أن تصل حتى الإفراج عنهم تحت المراقبة. وتزامنا مع ذلك كانت مصادر عسكرية موريتانية أعلنت، أمس الأول الخميس، أن «اشتباكات عنيفة جدّا» اندلعت الأربعاء بين تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» وإحدى القبائل العربية في منطقة «تومبوكتو» الواقعة شمال مالي، وأشارت إلى أنها أسفرت عن مقتل أربعة عناصر من «القاعدة» وشخص خامس من القبيلة، غير أن رئاسة أركان الجيش المالي سارعت إلى نفي الخبر مثلما فعلت القبيلة العربية. لكن المصدر الموريتاني أورد تفصيلات أخرى تُشير إلى أن «الاشتباكات العنيفة وقعت على بعد أكثر من 100 كلم شمال شرق تومبوكتو. لقد هاجم رجال من إحدى القبائل العربية في تومبوكتو عصابة من مجرمي "القاعدة" وقتلوا أربعة من أفرادها»، قبل أن يُضيف العملية ثأرية «حُضّر لها رجال هذه القبيلة منذ وقت طويل على ما يبدو»، مبرّرا ذلك بالقول إنّ المهاجمين انتقموا لضابط في الجيش المالي من أفراد القبيلة اغتاله تنظيم «القاعدة» لدى خروجه من المسجد. من جهة أخرى، شرع رئيس هيئة الأركان الموريتاني، الجنرال «غابريال بوديوغو»، في زيارة إلى موريتانيا قيل إنها تهدف إلى تعزيز التعاون العسكري بين مالي وموريتانيا ودول الساحل الأخرى في مُكافحة تنظيم «القاعدة»، وستدوم الزيارة عدة أيام بحسب مصادر من باماكو التي أفادت كذلك بأنه «ستتم خلالها مناقشة كل المشاكل الأمنية خصوصا وأن هذه الزيارة تأتي بعد أيام من وصول القوات الموريتانية البديلة إلى صحرائنا».