أفضى البيان الختامي للاجتماع الذي جرى في إسطنبول بتركيا أول أمس، والذي خصص لدراسة الوضع في لبيا إلى تحقيق إجماع دولي حول شرعية تمثيل المجلس الوطني الإنتقالي الوحيد للشعب الليبي، واللافت في ذلك هو الإقرار الأمريكي الرسمي لأول مرة بشرعية هذا الأخير بعد تردد دام لأسابيع. في خطوة من شأنها زيادة عزل نظام القذافي، أعلنت الولاياتالمتحدة رسميا أول أمس، اعترافها بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي كممثل وحيد للشعب الليبي، وجاء على لسان وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن بلادها اعترفت رسميا بالمجلس الوطني حتى يتم تنصيب حكومة مؤقتة ذات تمثيل كامل، وأضافت على هامش مشاركتها بمؤتمر مجموعة الاتصال »المجلس الانتقالي قدّم اليوم تعهدات مهمة، منها التعهد بتنفيذ عملية إصلاح ديمقراطي شاملة جغرافيا وسياسيا«. وأقرت كلينتون أن بلادها أخذت وقتها لاتخاذ قرار الاعتراف بالمجلس »لكنها تؤمن بقوة الآن أن هذا هو الطريق إلى الأمام«، مؤكدة بذلك أن أي اتفاق يجب أن يشمل تنحي القذافي عن السلطة، وتابعت تقول »يتطلع الشعب الليبي بشكل متزايد لمرحلة ما بعد القذافي، إنهم يعرفون وكذا نحن أنها لم تعد مسألة هل سيغادر القذافي السلطة أم لا، ولكن متى؟«. من جهة أخرى فوّضت مجموعة الاتصال المبعوث الخاص للأمم المتحدة عبد الإله الخطيب ليعرض على القذافي ترك السلطة في إطار صفقة سياسية تشمل وقفا لإطلاق النار لحقن الدماء. وكانت مجموعة الاتصال قد دعت المشاركين إلى تقديم مساعدة مالية قيمة للمجلس الوطني الانتقالي عبر آليات تسمح للكيانات التي يديرها المجلس الوطني الانتقالي بتصدير المحروقات، وذلك من خلال رفع التجميد عن الأرصدة الليبية لمصلحة الشعب الليبي أو من خلال استخدام هذه الأرصدة كضمانات لتقديم مساعدة مالية للمجلس الوطني الانتقالي. من جهتهم، صرح مسئولون أميركيون إن قرار الاعتراف الرسمي يمثل خطوة مهمة باتجاه الإفراج عن أكثر من 34 مليار دولار من الأموال الليبية بالولاياتالمتحدة. وعلى صعيد آخر، أكد القذافي في رسالة صوتية بثها التلفزيون الليبي مخاطبا آلافا من مؤيديه خرجوا في بلدة زليتن وفق ما ذكر التلفزيون الليبي أن الشعب الليبي يرفض اعتراف واشنطن وغيرها من القوى الغربية بالزعماء المعارضين كممثلين شرعيين لليبيا. ودعا مؤيديه إلى أن يدوسوا هذه الاعترافات بأقدامهم، واصفا إياها بالتافهة، وقال »قراراتهم...محاضر اجتماعاتهم...اعترافاتهم...تصريحاتهم..كلها الآن تحت أقدامكم دوسوا عليها«.