جوبيه: الاجتماع دعا لمؤتمر وطني، وضع دستور، انتخابات عامة، وتنحي القذافي اعتبر اعتراف الولاياتالمتحدة بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل شرعي لحكومة بلاده، إلى جانب نحو 30 دولة أخرى، أهم نتائج اجتماع مجموعة الاتصال الخاصة بليبيا في اسطنبول، أمس الجمعة، التي فوضت المبعوث الخاص للأمم المتحدة، عبد الإله الخطيب، ليعرض على القذافي ترك السلطة في إطار صفقة سياسية تشمل وقفا لإطلاق النار لحقن الدماء، بينما حثت المعارضة على العمل بدون تأخير على تشكيل حكومة انتقالية. * وجاء في البيان الختامي لاجتماع مجموعة الاتصال حول ليبيا، الذي عقد بغية التوصل إلى إستراتيجية للخروج من الأزمة الليبية وتقييم النجاح الذي أحرزته الحملة الجوية لحلف الناتو حتى الآن، أنه إلى حين قيام سلطة انتقالية، اتفق المشاركون على التعامل مع المجلس الوطني الانتقالي على أنه السلطة الحكومية الشرعية في ليبيا، ما يعني أن كل الأصول والحسابات التي تعود للدولة الليبية، والتي جمدت عقب بدء الصراع، يمكن أن تصرف لصالح المعارضة الليبية المتمركزة في مدينة بنغازي شرقي البلاد. * وشارك في هذا الاجتماع كل من وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين اشتون، ووزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، والإيطالي، فرانكو فراتيني، والفرنسي، ألان جوبيه، كما شارك الأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ورؤساء منظمات إقليمية أخرى، في حين رفضت الحكومتان الروسية والصينية تلبية الدعوة لحضور اجتماع اسطنبول. * وقالت هيلاري كلينتون إن بلادها ستعترف رسميا بالمجلس الوطني حتى يتم تنصيب حكومة مؤقتة ذات تمثيل كامل، وأضافت على هامش مشاركتها بمؤتمر مجموعة الاتصال ان "المجلس الانتقالي قدم اليوم تعهدات مهمة، منها التعهد بتنفيذ عملية إصلاح ديمقراطي شاملة جغرافيا وسياسيا". * وأكدت كلينتون أن أي اتفاق مع النظام الليبي يجب أن يشمل مغادرة القذافي للسلطة، وقالت إن "الشعب الليبي يتطلع بشكل متزايد لمرحلة ما بعد القذافي، إنهم يعرفون وكذا نحن أنها لم تعد مسألة هل سيغادر القذافي السلطة أم لا، ولكن متى؟". * ونقلت وكالة "رويترز" قبل الاجتماع عن مسؤول أمريكي ضمن وفد وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون قوله" إننا ننظر الآن إلى مرحلة ما بعد القذافي" . وأضاف أن" القذافي سيرحل، وأن اجتماع مجموعة الاتصال يمثل فرصة لتقييم الموقف والاستعداد للمرحلة الانتقالية". * من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، ل "بي بي سي"، إن "العمل العسكري ضد القذافي سيتصاعد، بينما تبذل جهود لحمله على التنحي، والتوصل إلى ما وصفها بتسوية سلمية للصراع". وقال إن "بريطانيا أعلنت اليوم تخصيص أربع طائرات مقاتلة إضافية للمشاركة في حملة "الناتو"، وأضاف أن الحملة العسكرية تستند إلى قرار مجلس الأمن الذي ينص على ضرورة حماية المدنيين في ليبيا، مؤكدا أن مجموعة الاتصال تدعم حملة الناتو التي حالت دون فرض نظام القذافي سيطرته بالقوة على كافة المناطق الليبية. * كما أكد وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، في تصريح ل "رويترز"، أن "العمليات العسكرية ستتواصل في شهر رمضان"، مشيرا إلى أن "المؤتمر حدد خريطة طريق لليبيا تتضمن دعوة لمؤتمر وطني، ووضع دستور، وإجراء انتخابات عامة، وتخلي القذافي عن الحكم". * وقال وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، إن الزعيم الليبي، معمر القذافي، ليس أمامه الآن سوى خيار واحد وهو التنحي عن السلطة. * بدوره، توقع وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، "التوصل إلى حل سياسي بحلول شهر رمضان"، داعيا نظيره الإيطالي، فرانكو فراتيني، ل"مواصلة العمليات العسكرية بليبيا، إلى جانب التفاوض مع القذافي لحمله على التخلي عن السلطة". * وفي بنغازي، رحب المجلس الوطني الانتقالي، الذي أوفد ممثلين عنه لحضور اجتماع اسطنبول، باعتراف الولاياتالمتحدة به ممثلا شرعيا لليبيا، واصفا الولاياتالمتحدة ب "حامية الديمقراطية والحرية في العالم" . * وكانت مجموعة الاتصال دعت المشاركين إلى تقديم مساعدة مالية قيمة للمجلس الوطني الانتقالي في سياق القوانين المرعية، بما في ذلك عبر آليات تسمح للكيانات التي يديرها المجلس الوطني الانتقالي بتصدير المحروقات، وذلك من خلال رفع التجميد عن الأرصدة الليبية لمصلحة الشعب الليبي أو من خلال استخدام هذه الأرصدة كضمانات لتقديم مساعدة مالية للوطني الانتقالي. * ويتعرض الرئيس القذافي إلى ضغوطات متعددة الأبعاد والأشكال، فمن جهة تواصل المعارضة المسلحة تقدمها نحو العاصمة طرابلس، وعمليات حلف "الناتو" لإرغامه على التنحي من منصبه، فضلا عن مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحقه، في ظل تحدي الرئيس الليبي للضغوطات، مؤكدا بأنه لن يترك السلطة ولن يغادر البلاد