وقع اختيار عبد الله جاب الله على »جبهة العدالة والتنمية« ليكون اسم حزبه الجديد الذي أعلن عن تأسيسه أمس أسوة بالنجاح الذي حقّقه حزب العدالة والتنمية ذو التوجهات الإسلامية في تركيا، دون أن يتردّد في توجيه الدعوة إلى أنصاره السابقين في حركتي »النهضة« و»الإصلاح« من أجل الانضمام إلى حزبه الجديد الذي قال إنه »ليس معارضا لا للدولة ولا للأشخاص«. أعلن عبد الله سعد جاب الله، وبشكل رسمي، عن ميلاد حزب »جبهة العدالة والتنمية« الذي أوضح أنه »يهدف إلى خدمة الدين والوطن«، مؤكدا أن تأسيس هذه الجبهة جاء من أجل »تحصين الأمة من الفساد والفوضى وانتشال من الأمراض الفتاكة وقطع الطريق أمام الظلم..«، وحرص في المقابل على توجيه بعض رسائل الطمأنة بقوله: »إن الجبهة ليست معارضة للأشخاص أو الدولة.. فالمعارضة التي نمارسها وندعو إليها إنما هي نضال ضد ممارسات وسلوكات وتصرفات لسياسات قاصرة عن رعاية الصالح العام وعن التكفل السليم بالمواطنين«. واتضح من خلال الخطاب الذي ألقاه جاب الله أمس أمام منتسبي »جبهة التنمية والعدالة« ومؤسسيها بتعاضدية عمال البناء بزرالدة، حرصه الشديد على الدفاع عن حق التيار الإسلامي في الوجود، حيث صرّح أنه »يُخطئ من يعتقد أن التيار الإسلامي بالجزائر عدو للأمة.. لقد صدرت ممارسات خاطئة ولكن الإسلام والحركة منها براء«، وذهب أبعد من ذلك: »إننا لا نُشكل خطرا على أحد لا حزب ولا جبهة ولا جمعية.. وشعارنا عفا الله عما سلف«. وانتقد المتحدّث الجمود الحاصل في الساحة الوطنية التي أورد بأنها »بحاجة إلى قوى سياسية قادرة على بناء الوطن وبدائل على أساس أن الأحزاب تتمايز في الخط السياسي«. فيما دعا في بيان التأسيس لهذا الحزب خمس فئات في مقدمتها التيار الإسلامي إلى الإقبال على هذا الفضاء السياسي الجديد، ونادى كل من أسماهم ب »رفقاء النضال والعمل السياسي« إلى مد يد العون »لجعل هذا الإطار فضاء سياسيا لجمع الكلمة«. وعلى مرأى من رفقائه السابقين الذين بقوا معه بعد تنحيته من على رأس حركة الإصلاح في 2007، رغم غياب بعض الوجوه على غرار محمد بولحية وميلود قادري وجمال صوالح، عاد الشيخ جاب الله في خطابه للحديث عن مساعي لمّ الشمل لما يعرف ب »النهضة التاريخية«، وأوضح بهذا الخصوص أن »المساعي مازالت قائمة«، ولفت إلى أنه قدم الكثير من التنازلات ولم يشترط شخصيا أي شرط، وعلق على فشل هذه المساعي: »لعلنا لم نبلغ درجة من التقوى لتحقيق الشمل..«. وفي سياق تعريفه للخط السياسي للحزب الجديد دعا المرشح السابق لرئاسيات 2004 جميع الحركات المحسوبة على التيار الإسلامي إلى تشكيل »تحالف سياسي« بهدف التعاون في سبيل إرساء جزائر »جمهورية ديمقراطية«، مشيرا إلى أن أبواب الحزب تبقى مفتوحة أمام كل شخص لديه قناعة بوجوب تجسيد إصلاحات سياسية. واعتبر أن المعارضة من أهم أدوات تعزيز سياسة الدولة وتطويرها، مؤكدا أن مهمتها تكمن في معارضة البرامج السياسية الفاشلة في ضمان حقوق وحريات المواطنين وليس معارضة مؤسسات وهياكل الدولة، وقال إن حزبه سيكون »أول المساندين للنظام في حالة تحقيقه للأهداف المرجوة منه«.