تجمهر أمس العشرات من مواطني القصبة أمام مقر البلدية تنديدا بالأوضاع المزرية التي تعيشها بمنازل أشبه بالجحور ويخشون أن تتهاوى على رؤوسهم في أي لحظة بحيث تحول الاحتجاج إلى اشتباكات أدت إلى وقوع جرحى بين أوساط الشرطة والمحتجين، وبالموازاة مع ذلك اعتصمت 500 عائلة حي عمر وهيب القصديري ببولوغين أمام مقر دائرة باب الوادي للمطالبة بالترحيل على غرار باقي سكان العاصمة. احتج سكان القصبة أمس تنديدا بالأوضاع المزرية التي يعيشونها بحيث شهد الحي اشتباكات بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب التي طوقت مكان الاحتجاج بحزام أمني لمنع اتساع رقعة العنف إلا أن ذلك لم يردع المتظاهرين الذين واصلوا احتجاجهم إلى غاية حي الرونفالي أعالي القصبة. وأسفرت الاشتباكات التي بدأت في ساعات متأخرة من ليلة أول أمس واستمرت إلى غاية صباح أمس عن إصابات بين صفوف المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب مع إصرار المحتجين على الحصول على إجابات لتساؤلاتهم، خاصة فيما يتعلق بمصير 2000 سكن التي لا يزال يكتنفها الغموض بحيث شيدت بتمويل من منظمة اليونيسكو والمملكة العربية السعودية على اعتبار أن حي القصبة العتيق منطقة أثرية يجب الحفاظ عليها من خلال ترحيل العائلات القاطنة بها إلى سكنات جديدة لم تر النور بعد. وبالموازاة مع ذلك استمر اعتصام سكان الحي الفوضوي عمر وهيب الكائن ببلدية بولوغين أمام مقر الدائرة الإدارية لباب الوادي حاملين لافتات كتب عليها »سئمنا الوعود..نريد الترحيل« »نعيش كالجرذان أنقذونا« تنديدا بالأوضاع اللاإنسانية التي يعيشونها منذ سنوات طويلة ببيوت الصفيح والتي تفتقر لأدنى شروط العيش الكريم، وطالبوا السلطات بإيجاد حلول عاجلة لمأساتهم على غرار باقي العائلات العاصمية التي استفادت حاليا من برنامج إعادة الإسكان خاصة وأنهم يعانون الأمرين بمنازل دون مستوى العيش كما أنهم تلقوا وعودا عديدة بالترحيل من قبل السلطات المحلية إلا أنها لم تتحقق بعد.