المتتبع للاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء الإعلام العرب يلاحظ دون عناء امتعاض معظم الدول العربية من الفضائيات العربية وانزعاجهم الكبير منها. من دون أن يسموا قناة بعينها إنهال الوزراء انتقادا وانتقاصا من قيمة ومهنية هذه الفضائيات. لقد بدا الاجتماع وكأنه استمرار لسجال كانت دشنته تلك الفضائيات، على اعتبار أن معظم الفضائيات المنتقَدة هي تابعة لدول معينة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. لكن الطريف في الأمر أن معظم هذه الدول تمارس الإعلام المضاد الذي يتبع عورات الآخر ويثير مشاكله ويشرح أزماته، ويرقص على جراحه، ويغطي على الأزمات والمشاكل المحلية. وفي الاجتماع الوزاري يتحول الجميع إلى النهي عن ذلك الخلق، والمطالبة بمراقبة الإعلام وتوجيهه، وكل يعطي دروسا حول الإعلام النزيه والموضوعي الذي يخدم الوطن والتنمية وما إلى ذلك.. في اجتماع القاهرة تطابقت وجهات النظر، واتفق الجميع أو يكاد حول ضرورة لجم ظاهرة الفضائيات ومن ورائها الإعلام الذي يخرج عن سلطة الرقيب. لهجة وزراء الإعلام العرب القريبة من تجريم الكثير من التوجهات الإعلامية، تدفع إلى الاعتقاد بأنهم ينظرون إلى قطاعهم نظرة بوليسية. فلماذا لا يلحقون الإعلام بالداخلية فيرتاحون ويريحون ويوفرون على الدولة مصاريفهم ومصاريف وزارتهم.