انطلق العشرات من شباب بلدية عين الريش الواقعة على بعد 140 كلم عن مقر الولاية في مسيرة سلمية باتجاه الولاية ومنها للرئاسة في حالة عدم التكفل بانشغالاتهم. القافلة الشبانية بعد أن قطعت مسافة 55 كلم وبوصولها إلى بلدية الهامل ليلا، التقاها وفد عن مشيخة زاوية الهامل، واستطاع إقناع المحتجين بالمبيت هناك، كما تم قبول الوساطة التي قامت به مشيخة الزاوية من المحتجين والسلطات الولائية وبناء عليه، انعقد اجتماع أول أمس بمقر الزاوية، جمع أعضاء مجلس الأمن يتقدمهم الوالي ومدراء من الهيئة التنفيذية دام خمس ساعات حضرته »صوت الأحرار«، تم خلاله استعراض المشاكل التي تعيشها بلدية عين الريش وعلى رأسها مشكل المجلس البلدي الذي يعيش حالة شلل تام، أثر على التكفل بانشغالات المواطنين، وهو الانسداد الحاصل منذ سبعة أشهر، إذ تم منع رئيس البلدية من الالتحاق بعمله، بسبب احتجاج المواطنين، وحتى بالنسبة للذي تم تكليفه من أعضاء المجلس، لم يستطع مسايرة وتحريك دواليب التنمية. المشكل الآخر يتعلق ببناء متوسطة، رغم أن عدد المتمدرسين بالطور المتوسط بلغ ما يقارب 1500 تلميذ وسكان البلدية يتجاوز تعدادهم 20000 ولا يزال المتمدرسون يدرسون في بناية لا تستجيب لأدنى الشروط، وأفاد المحتجون بأن هناك وعودا بالاستفادة من متوسطة منذ 2010 لازالت تراوح مكانها، شأنها في ذلك شأن العديد من المرافق من بينها الإنارة العمومية. وطالب المحتجون بالتكفل الصحي بالمرضى لأن العيادة الموجودة لا تستجيب لحاجيات المواطن، كما طالبوا بفتح الطريق الرابط بين بلديتهم وولاية بسكرة لفك العزلة، كما نددوا بالمتابعات القضائية التي يجدون أنفسهم في مواجهتها كلما قاموا بتجمع سلمي أو احتجاج• وفي رده على انشغالات المواطنين، اعترف الوالي بوجود تأخر كبير في التنمية بالبلدية، وهي المشاكل التي تعيشها كسائر العديد من بلديات الولاية، وإن كان لبلدية عين الريش وضع خاص بحكم المشاكل الأمنية التي عاشتها، وذنبها في ذلك موقعها الجغرافي بمحاذاة جبل بوكحيل، حيث كان موقعا للمجموعات الإرهابية، أفاد الوالي بأنه مدرك للواقع الذي تعيشه البلدية ولذا فقد أعطاها الأولوية في برمجة المشاريع، منها مركز للتكوين المهني، ومسبح جواري، ودار الصناعة التقليدية، وتم تخصيص ستة ملايير للتحسين الحضري، وفيما يخص السكن، فقد استفادت البلدية من 260 سكنا جديدا بين ريفي واجتماعي، وسكنات أخرى في طور الإنجاز. وبالنسبة للمجلس البلدي، صرح الوالي بأن مشاريع الدولة لا يجب أن توقفها خلافات المتخبين، ودعا رئيس الدائرة إلى تولي زمام الامور، في تفضيل المشاريع والانطلاق في توزيع السكنات بالتعاون مع الأعيان والمصالح الأمنية. أما بالنسبة لفك الانسداد داخل المجلس، صرح بأنه ترك مهلة ثمانية أشهر للأعيان لاحتواء الانسداد، لكن ابتداء من الشهر الجاري ستتدخل الدولة لإيجاد الحل الذي يفسح المجال أمام البلدية لأداء مهامها، وفي الأخير وبعد خمس ساعات من النقاش، اختتم شيخ الزاوية اللقاء بالدعاء وانصرف المحتجون تحت التصفيقات.