قالت مصادر إن عناصر المعارضة الليبية دخلت مدينة سرت التي تتوسط ساحل ليبيا الطويل عبر الطريق الساحلي وطريق النهر الصناعي واشتبكت مع كتائب القذافي. وجاء دخول الثوار إلى سرت أمس بعد انسحابهم تكتيكيا في وقت سابق إلى مشارف بعدما دخلوها من المحورين الجنوبي والغربي عصر أول أمس، لإعطاء فرصة لمن يريد أن يغادرها بطريقة سلمية. ووقعت اشتباكات عنيفة بالصواريخ والمدفعية بين الثوار وكتائب القذافي في وقت سابق داخل المدينة. ونقل عن قيادات ميدانية للثوار قولها إنهم دخلوا إلى مناطق داخل سرت ثم تراجعوا عنها وأعادوا تموضعهم، في ما وصفوه بأنه إجراء تكتيكي لإعطاء فرصة لمن يريد الانسحاب من المدينة حقنا للدماء. وقال الثوار –حسب ما نقل عنهم- إن إحكام السيطرة على سرت أصبح أسهل وأقرب من أي وقت مضى، وإنهم فقط يسعون لأن تكون هجماتهم على الكتائب دقيقة ومدروسة. وفي الوقت نفسه قالت مصادر الثوار إن 11 قتيلا و34 مصابا سقطوا في صفوفهم خلال معارك سرت. وعلى جبهة بني وليد (180 كلم جنوب شرق طرابلس)، تدور معارك شرسة بين الثوار وكتائب القذافي بعد فرار آلاف السكان منها. وفي وقت سابق قال القائد الميداني للثوار ضو الصالحين إن مقاتليه سيستخدمون الأسلحة الثقيلة لتحرير المدينة إذا ما استخدمها الموالون للقذافي. وقال إن قواته -التي أمهلت أنصار القذافي يومين إضافيين يفترض أنهما انتهيا أول أمس الخميس- تواجه مقاومة من 1200 مسلح، بينهم مائتا قناص جرى نشرهم على سطوح المنازل في وسط المدينة الذي يقع على تلة تسهل على المسلحين استهداف الثوار. ووفقا لبعض التقارير، غطى أنصار القذافي الطريق إلى وسط بني وليد بالنفط، مما يعرقل تقدم قوات المجلس الوطني الانتقالي. وأضاف القائد الميداني أن الثوار أرسلوا رسالة إلى المدنيين في بني وليد يطلبون منهم المغادرة فورا إذا استطاعوا، مؤكدا أن السكان سيحصلون على وقت كاف للمغادرة.