اختتمت أمس أشغال الجامعة الصيفية لحزب جبهة التحرير الوطني التي ناقشت موضوع »اللامركزية في آفاق الإصلاحات السياسية«، حيث أكد المشاركون استعدادهم لتنشيط اللامركزية وإنجاح الإصلاحات السياسية التي أعلن عنها الرئيس بوتفليقة وإشراك الشعب في اتخاذ القرارات على المستويين المحلي والولائي، كما أكد الأمين العام للأفلان أن موضوع »اللامركزية« سيكون موضوع حديث مستقبلا باعتبار أن الحكم المحلي هو واجهة السلطة عند الشعب. فتح إطارات ومنتخبي حزب جبهة التحرير الوطني النقاش حول موضوع وصفه الأمين العام للأفلان عبد العزيز بلخادم »ليس بالهين ولا يختزل في يومين«، حيث طرح المختصون والأكاديميون أفكارهم خلال اليومين الماضيين في أشغال الجامعة الصيفية للأفلان التي احتضنتها تعاضدية عمال مواد البناء بزرالدة، مؤكدين على أن الإصلاح الحقيقي هو موضوع اللامركزية في آفاق الإصلاحات السياسية، حيث أشاروا إلى ضرورة إشراك الناخبين في اتخاذ القرار وهو مسعى حزب جبهة التحرير الوطني منذ التعددية السياسية والعمل على توسيع دائرة المشاركة. كما تطرق المشاركون إلى تعريف اللامركزية من خلال إبراز مزاياها وعيوبها ومساهمة اللامركزية في تخفيف العبء الإداري عن الإدارة المركزية، وهو ما يساهم حسب رأي الخبراء في تسهيل وتسريع عملية اتخاذ القرارات وتنمية روح المواطنة وتعميق الشعور بالمسؤولية لدى المواطن والمسؤول على حد سواء، مؤكدين على أن النظام اللامركزي بإمكانه مواجهة الأزمات والخروج منها وتحقيق العدالة وإيجاد الحلول لكثير من المشاكل الإدارية، حيث أشاروا إلى أن اللامركزية تدخل في صلب الإصلاحات السياسية التي أعلن عنها الرئيس في خطابه للأمة يوم 15 أفريل الفارط. وفي ذات السياق، أوضح الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم أن موضوع اللامركزية »ليس بالموضوع الهين ولا يختزل في يومين«، مشيرا إلى أنه سيكون موضوع حديث مستقبلا كونه يرتبط ارتباطا وثيقا بالإصلاحات، حيث أكد على أن الحكم المحلي هو واجهة السلطة عند الشعب من خلال توسيع دائرة المشاركة عند المواطن وإقحامه في صنع القرار المحلي والولائي. ودعا بلخادم نواب الأفلان إلى تفكيك التوصيات إلى مقترحات من أجل إدراجها في مشروع قانون الولاية الذي سيتم مناقشته خلال الدورة الخريفية للبرلمان، مؤكدا أن ذلك سيكرس مبدأ اللامركزية المنصوص عليه في الدستور، مشيرا إلى أن الجامعة الصيفية للأفلان هو منبر سياسي لتمرير الرسائل وفرصة لتكوين إطارات ومناضلي حزب جبهة التحرير الوطني. كما اعتبر بلخادم في كلمته التوجيهية أن موضوع اللامركزية يمس كافة مجالات الحياة وأن تحقيقها يتطلب الإمكانات المالية، حيث أشار إلى أن الجزائر مقبلة على إصلاح جبائي خاصة ما تعلق بالجباية المحلية، داعيا إلى شرح مقترحات الأفلان والمسودة التي جهزها الحزب والتي ستثرى في الأيام المقبلة في المجلس الشعبي الوطني، كما أكد ضرورة الاستمرار في العمل وبذل الجهود للظفر بالانتخابات المقبلة والحصول على الأغلبية لتمرير برنامج الأفلان الطموح والذي يهدف أساسا إلى إنجاح الإصلاحات السياسية وتعديل شامل للدستور. وفي اليوم الافتتاحي لأشغال الجامعة الصيفية للأفلان، تدارس المشاركون في هذه الندوة الفكرية التي نشطها مجلس علمي ترأسه كل من الأمين العام للحزب وعضوي المكتب السياسي عبد الرحمن بلعياط عضو أمانة التكوين والتدريب السياسي وعبد القادر زحالي عضو أمانة الشباب، إشكالية اللامركزية في الجزائر وهندسة الديمقراطية في الجزائر عبر اللامركزية، بالإضافة إلى اللامركزية وسلطة تسيير الشؤون المحلية ومقتضيات الحكم الراشد، كما تطرق إطارات الأفلان ورؤساء البلديات والأساتذة الجامعيون إلى اللامركزية وتداعياتها في التنمية المحلية واللامركزية في الإعلام والاتصال، حيث نظمت ثلاث ورشات تم خلالها بحث اللامركزية الإقليمية والأدوات والآفاق، وكذا الهيئات والأدوات الأخرى للامركزية في السياسات العمومية والتنمية المحلية في الورشة الثانية من الجامعة، أما الورشة الثالثة فقد تم خلالها تباحث المستجدات السياسية والأمنية في الجوار العربي القريب والبعيد. وأجمع المشاركون على أن الجامعة الصيفية للأفلان تطرقت إلى أحد المواضيع الأكثر أهمية في الساحة السياسية نتيجة لارتباطه الوثيق بآفاق الإصلاحات السياسية. كما شارك في الجامعة الصيفية للأفلان أعضاء المكتب السياسي ووزراء، إضافة إلى أعضاء اللجنة المركزية للحزب ونواب في غرفتي البرلمان، وكذا رؤساء المجالس الشعبية المنتخبة ومناضلين من مختلف محافظات الحزب، حيث نشط الدورة أساتذة جامعيون ومختصون في الموضوع، واختتمت الجامعة الصيفية بتكريم مدرب الفريق الوطني العسكري لكرة القدم عبد الرحمن مهداوي والعميد مقداد.