أكد عبد الرحمن بلعياط، عضو المكتب السياسي المكلف بأمانة التكوين والتدريب السياسي بحزب جبهة التحرير الوطني والمشرف على التحضير لفعاليات الجامعة الصيفية المقرر عقدها أيام 8، 9 و10 سبتمبر المقبل بولاية عنابة، أن فتح النقاش حول موضوع »اللامركزية«، جاء استجابة لتطورات المرحلة الراهنة المرتبطة بتعديل قانون البلدية والتحضير لتعديل قانون الولاية، كما أوضح بلعياط في حوار خص به »صوت الأحرار« أن المشاركة في هذه الطبعة ستكون قياسية خاصة فيما يتعلق بفئتي الشباب والنساء، بالإضافة إلى حضور عدد من مناضلي الأفلان، والمنتخبين وخبراء وأكاديميين. *عادة ما تعقد الجامعة الصيفية للأفلان قبل شهر سبتمبر، لماذا تم تأخير موعد الجامعة هذه السنة؟ تعقد الجامعة الصيفية كما تدل عليها تسميتها في فصل الصيف، وهذا الفصل بمفهومه الدراسي قد يتواصل إلى شهر سبتمبر وبالتالي فإن تحديد تاريخ انعقاد الجامعة الصيفية بداية شهر سبتمبر ليس تأخيرا وإنما هو تكيف مع الظروف الحالية، خاصة وأن شهر أوت هو شهر رمضان وقد تعمدنا أن نتركه لينعم الجميع بهذا الشهر الفضيل ومباشرة بعده تعقد الجامعة بصفة عادية في الأيام المحددة من طرف الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم، وهي 8، 9 و10 سبتمبر 2011. *لماذا وقع الاختيار على موضوع »اللامركزية« كمحور أساسي لهذه الطبعة من الجامعة الصيفية؟ تقرر عقد الجامعة الصيفية لتدارس اللامركزية في آفاق الإصلاحات السياسية الشاملة التي أعلن عنها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وعليه فلابد من التدقيق والتأكيد على أن هذا الموضوع يدخل في صلب ومنهجية تنظيم الدولة، مع التأكيد على تنظيم الدولة في إطار تعددي وديمقراطي. وستجمع الجامعة الصيفية في عنابة مناضلين من إطارات هياكل الحزب القاعدية وشباب ونساء، منتخبين في البلديات والولايات وكذا في البرلمان بغرفتيه وكالعادة سيقوم بتحضير هذه المواضيع أساتذة وأكاديميون وخبراء من ذوي الاختصاص. ويشارك كذلك في هذا التحضير مناضلون من الإطارات السامية للدولة، لهم تجربة ملموسة ومشهودة في تسيير الجماعات المحلية من الولاية والبلدية والإدارة المركزية. *كيف يجري التحضير لهذه الجامعة الصيفية؟ كالعادة لدينا مجلس علمي يترأسه أستاذ جامعي ويسهر على محتواه ومنهجيته أساتذة وخبراء جامعيين ومعهم إطارات حزبية من اللجنة المركزية والمكتب السياسي. وقد تحصلت هذه اللجنة العلمية على مساهمات من أساتذة وذوي الخبرة لتحصر الإطار النظري والمنهج العلمي لتحليل محتوى التجارب والممارسات في الميدان وبهذا ستدعم النظرة العلمية بمداخلات تنير الواقع المعاش في الصناعة والتهيئة العمرانية، الفلاحة، الشغل وغيرها من المجالات. *وماذا عن المشاركين في هذه التظاهرة؟ ستضم الجامعة الصيفية لهذه السنة أعضاء اللجنة المركزية ومناضلين من حزب جبهة التحرير الوطني وكذا المنتخبين من غرفتي البرلمان، إضافة إلى رؤساء الولايات الأفلانية وعينة من رؤساء البلديات الريفية والحضرية، الصغيرة منها والمتوسطة والكبرى، وستكون الجامعة فرصة للمناضلين الشباب والمناضلات الذين يأتون من المحافظات للمساهمة في حيوية هذا اللقاء والاستفادة من المحتوى العلمي الذي ستقدمه الجامعة الصيفية. *ما هو الهدف الحقيقي من هذه الجامعة الصيفية التي يعكف الأفلان على عقدها كل سنة؟ نهدف من خلال هذا العمل الموسمي إثراء مساهمة الحزب في التكوين والتدريب السياسي وبنفس الاهتمام إبراز الصورة الإيجابية لصفوف الحزب من القاعدة إلى القمة وكذلك تزويد وتنشيط الساحة السياسية بتقديم أفكار ومطامح الحزب إزاء أمور سياسية هامة تدخل في إطار مواصلة النقاش وتقديم الاقتراحات لتفعيل قرارات رئيس الجمهورية في الإصلاحات السياسية المرتقبة، مع العلم أن الحزب قد ساهم بصفة ملفتة للنظر في اللقاءات التي قامت بها اللجنة التي عينها الرئيس وترأسها عبد القادر بن صالح. وطبعا فقد لاحظتم أن الجامعة الصيفية تأتي مباشرة بعد شهر رمضان وهي تعد المدخل الأفلاني لما يسمى بالدخول السياسي والاجتماعي والدراسي وما من شك أن هذه الجامعة الصيفية ستتوج بلائحة سياسية تعالج بالضرورة مواضيع الساعة في كل المجالات بعد أن تكون قد صادقت على الاستنتاجات التي تبرزها المائدتين المستديرتين والتوصيات التي تخرج بها مختلف الورشات، دون أن ننسى محتوى النقاش الذي سيكون بين الأمين العام والمشاركين، خاصة الشباب والنساء. *كيف ستكون مجريات هذه الجامعة الصيفية؟ ستتضمن فعاليات هذه الجامعة الصيفية كالعادة، تقديم الرؤية النظرية والعلمية لمعالجة موضوع »اللامركزية«، وفي نفس السياق، ستعرف الجلسات الأولى تدخلا أو خطابا سياسيا يقدمه الأمين العام للحزب ليرسم فيه الإطار والآفاق السياسية المتبعة في مثل هذه التظاهرات من طرف حزب جبهة التحرير الوطني. وكما سبق في الطبعات الفارطة التي عالجت مسائل عديدة على غرار طبعة بومرداس التي تطق إلى موضوع »الحاكمية«، طبعة بجاية التي خاضت في موضوع »الضمان الاجتماعي والتقاعد«، طبعة البليدة التي تكلمت عن الجامعة بصفتها مرفق عمومي يجسد إحدى السياسيات العامة، تيبازة التي تكلمت عن الشباب، وكذلك مستغانم التي خصصت للمخطط الخماسي، فإن هذه السنة وبعد تعديل قانون البلدية والتحضير إلى تعديل قانون الولاية، تبين أنه لا بد من التطرق إلى هذه المسألة الأساسية، خاصة وأن الحزب له دراية وتجربة رائدة في تنظيم وتسيير البلديات والولايات. هذه الأمور ستكون محل محاضرات في الجلسات العامة ومداخلات في الورشات وهي التهيئة العمرانية، الموارد المالية، اللامركزية في الصناعة، الفلاحة، الرياضة وكذلك في الثقافة وميدان الشغل والحماية المدنية وغيرها من القطاعات. هذه السنة ستقام مائدتين مستديرتين، يديرهما أساتذة جامعيين ويشارك في تنشيطهما مناضلين لديهم خبرة وكفاءة وتجربة في تسيير الشؤون المحلية، وستسلط المائدة المستديرة الأولى الضوء على مكانة ودور الجماعات المحلية القاعدية في تثمين وترقية اللامركزية في آفاق الإصلاحات السياسية المرتقبة وستعالج كذلك ضرورة وأدوات ومتطلبات النقلة النوعية في استقلالية الجماعات المحلية الترابية. أما المائدة المستديرة الثانية فهي تدخل في نفس الآفاق المسطرة لموضوع الجامعة، أي تثمين وترقية التنظيم الإداري في البلاد وستكون العنوان الشامل المتعلق بتطور وتحول الإطار اللامركزي للتنمية المحلية ويكون محل اهتمامه النشاط الاقتصادي، التسيير الاجتماعي والحيوية الثقافية.