اختتمت اليوم الجمعة بالجزائر العاصمة أشغال الجامعة الصيفية لحزب جبهة التحرير الوطني بتجديد التأكيد على "الدعم الكامل" للحزب للإصلاحات السياسية التي بادر بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.وأكد المشاركون في البيان الختامي الذي توج أشغال هذه التظاهرة التي دامت يومين "تبنيهم لنهج الاصطلاحات بكل قناعة" مبرزين "إصرارهم على مرافقتها وإنجاحها ". وفي هذا السياق اعتبر المشاركون أن "اللامركزية في آفاق الإصلاحات السياسية" --الذي اختير موضوعا للجامعة الصيفية لهذه السنة "قضية هامة وذات صلة مباشرة بالإصلاحات والتحولات التي تعرفها الجزائر". على الصعيد الحزبي دعا البيان إلى ضرورة "تقوية لحمة الحزب وتماسك مناضليه ودعم جهود قيادته من أجل كسب رهان الاستحقاقات المقبلة". كما صادق المشاركون خلال الجلسة الختامية أيضا على توصيات نتائج ورشتي العمل اللتين خصصتا على التوالي لموضوعي "اللامركزية الإقليمية" و"التنمية المحلية واللامركزية". وفي هذا الشأن أوصت الورشة الأولى ب"ضرورة تدعيم صلاحيات ومهام الوالي" باعتباره ممثلا للدولة و"تدعيم مهام وصلاحيات أعضاء مجلس الولاية" مع المطالبة بتأسيس "هيئة ممركزة" على مستوى البلدية تمثل مصالح الدولة، و"إرساء جباية محلية" بهدف ضمان الاستقلالية المالية للجماعات المحلية. كما دعت هذه الورشة إلى وجوب "تكثيف التكوين النظري والتطبيقي لأعوان الولاية والبلدية" و"الإسراع في سن قانون خاص بالمدن الكبرى، لا يما مدينة الجزائر". أما بشأن نتائج ورشة "التنمية المحلية واللامركزية" فقد شدد المشاركون على أهمية "التنسيق بين المجالس المنتخبة البلدية والولائية" مع التأكيد على ضرورة اختيار المترشحين في هذه المجالس على أساس "معياري الكفاءة والنزاهة". وأوصت الورشة أيضا ب"مراجعة الميزانية ونظام الجباية المحلية مع مراعاة تحصيل الضرائب حيث توجد الورشات" والمطالبة ب "تكامل وتعاضد جهود البلديات فيما بينها على مستوى الولاية الواحدة" ناهيك عن المطالبة ب"إشراك المنتخبين المحليين في المشاريع الاستثمارية على مستوى إقليم بلدياتهم" و"تعزيز سلطة الرقابة" للمجلس الشعبي الولائي. و على صعيد الانتخابات المقبلة أكد الامين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم اليوم الجمعة بالجزائر العاصمة انها ستكون"مفصلية" بالنسبة للحزب والجزائر. وأضاف بلخادم خلال الجلسة الختامية لأشغال الجامعة الصيفية للحزب أن جبهة التحرير الوطني "ستعمل لكي تبقى القوة السياسية الأولى في البلاد عبر برنامجها واقتراحات مرشحيها وتماسك وعزيمة مناضليها من اجل إنجاح هذا الموعد الانتخابي". وأوضح أن أهمية هذه الانتخابات تنبع من كون نواب المجلس الشعبي المقبل "هم الذين سيقررون، ثم يصادقون على مراجعة الدستور قبل عرضه على الاستفتاء الشعبي"، مبرزا أن هذا الدستور "سيلزم البلاد لسنوات". في هذا الشأن ذكر الأمين العام للحزب مناضليه بالشروع ابتداء من غد السبت في مراجعة القوائم الانتخابية، داعيا إياهم إلى "توعية وحشد المواطنين، لكي يسجلوا أسماءهم في هذه القوائم استعدادا للانتخابية المقبلة". وحول مبدأ عدم المساس بالحدود الموروثة عن الاستعمار قال الأمين العام للأفلان أن موقف الجزائر بشأن عدم التدخل في شؤون الغير "ثابت"، مع "عدم قبول التدخل في شؤونها الداخلية". وفي هذا الصدد اعتبر المتحدث أن مبدأ "عدم المساس بالحدود الموروثة عن الاستعمار كفيل بصون وحفظ استقرار الدول، لاسيما الافريقية منها"، مشيرا إلى أن "دعم الجزائر لمبدأ إقامة استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية نابع من مبادئ سياستها الخارجية وليس حقدا على أحد أو حسدا له". وبشأن منطقة الساحل أوضح أن الجزائر "مهتمة" بهذه المنطقة لأنها "جزء من أمنها (...) ولا يمكن أن نبقى متفرجين ونترك الآخرين يأتون لتسييرها"، مؤكدا أن "أمن الجوار من أمننا واستقراره من استقرارنا". وتابع في هذا الصدد أن الجزائر "ضد أي تواجد عسكري أجنبي خارج عن دول هذه المناطق (...) غير أنها "مع التنسيق بين دول المنطقة في مكافحة الإرهاب". وأضاف في هذا الشأن بأنه "لا يمكن اتهام الجزائر بالتقصير في مكافحة الإرهاب لأنها ذاقت الأمرين من هذه الظاهرة" موضحا أن بعض الدول "تتستر خلف مكافحة الإرهاب من أجل إعادة انتشار جيوستراتيجي في المنطقة". وعن الوضع في دول الجوار( تونس وليبيا ومصر) أشار بلخادم أن الجزائر "تتمنى الخير" لكل هذه البلدان وشعوبها غير أنه دعا إلى "ترك الشعب الجزائري وشأنه" وعانى من الإرهاب، ودفع قوافل من الضحايا في إشارة منه إلى فترة التسعينيات من القرن الماضي. وبعد أن نبه إلى أن الجزائر"مستهدفة" أكد الأمين العام للحزب أن الديمقراطية "هي تلك التي تنبع من قناعة الشعب وقيمه، ومن إمكانياته وليس تلك التي تنقل إلى الشعوب جوا" مستدلا على سبيل المثال بما آلت إليه الديمقراطية في العراق منذ سنة 2003. و في ختام الجلسة الختامية للجامعة الصيفية تم تكريم العميد مقداد بن زيان مدير الرياضة العسكرية بوزارة الدفاع الوطني (ناب عنه أحد الضباط)، والمدرب عبد الرحمن مهداوي بمناسبة فوز الفريق الوطني العسكري لكرة القدم مؤخرا بالبطولة العالمية العسكرية التي جرت بالبرازيل.