أثارت دعوة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من أرمينيا لتركيا إلى الاعتراف ب» الإبادة الأرمينية« وتصريح وزير داخليته كلود غيون صدى واسعا لدى الأسرة الثورية وعلى رأسها حزب جبهة التحرير الوطني على لسان أمينه العام عبد العزيز بلخادم، حيث ندّدت بالتجاهل الفرنسي للمطلب الجزائري بضرورة الاعتراف بجرائمها في الجزائر، مشددة على أن ملف الذاكرة سيبقى حجر عثرة في طريق تطبيع العلاقات الجزائرية الفرنسية. أحدثت تصريحات نيكولا ساركوزي ارتدادات في الجزائر، حيث اعتبر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم أن الأفلان يبقى متمسكا بمطلب الاعتذار عن الجرائم الفرنسية بالجزائر، فيما أوضح الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء الطيب الهواري أنه لا يمكن إحداث تقارب مع فرنسا إلا باستجابتها و اعترافها بماضيها الاستعماري الأسود. وبدا ساركوزي وهو يخاطب تركيا ويحثها على الاعتراف بالإبادة الأرمينية وكأنه قد اعترف بجرائم بلاده في الجزائر حين قال إن »تركيا وهي بلد عظيم ستحترم نفسها إذا راجعت تاريخها مثلما فعلت الدول العظيمة الأخرى في العالم«. كما أن رد وزير الداخلية في فرنسا كلود غيون في أنقرة على تساؤل حول إمكانية اعتراف تركيا بالقمع الاستعماري الفرنسي في الجزائر بأن زيارة ساركوزي إلى الجزائر قد طوت الصفحة نهائيا تثير أكثر من علامة استفهام خاصة وأن مشروع تجريم ظاهرة الاستعمار بقي حبيس الأدراج. فبعد المصادقة على قانون تمجيد الاستعمار في فيفري2005، يصر الساسة الفرنسيون في كل مرة على انتهاج سياسة الاستهتار في التعامل مع الجزائر ويتكلمون بلغة واحدة. فوزير الخارجية الفرنسي كوشنير كان يتمنى رحيل جيل الثورة من السلطة في الجزائر لتطبيع العلاقات مع بلاده ثم يأتي آلان جوبي ليطلب من الجزائريين التطلع إلى المستقبل ونسيان الماضي، ثم كلود غيون الذي يعتبر أن ملف العلاقات التاريخية مطويا. فالتصريحات الفرنسية الأخيرة تبيّن أن الدولة الفرنسية تستفز الشعب الجزائري من جديد والجزائر تستعد لإحياء أبشع المجازر التي اقترفتها فرنسا ضد الجزائريين في 17 أكتوبر 1961 وعلى مشارف الاحتفال بالذكرى ال57 لتفجير ثورة أول نوفمبر المجيدة.