أكد المدير العام المساعد لمكتب آسيا وشمال إفريقيا بالحزب الشيوعي الصيني شاو وايدونغ استعداد الصين لتطوير استثماراتها في الجزائر لتشمل مختلف القطاعات، مشيرا إلى أن توقيع حزب جبهة التحرير الوطني لمذكرة التعاون سيساهم بشكل قوي في إعطاء ديناميكية جديدة للتعاون بين البلدين، حيث كشف عن استعداد الصين لإرسال وفد من رجال الأعمال ومسؤولي مؤسسات مالية واقتصادية إلى الجزائر من أجل جلب رأس المال الصيني إلى الجزائر. مبعوث »صوت الأحرار« إلى الصين: محمد سعيدي أوضح المدير العام المساعد لمكتب آسيا وشمال إفريقيا بالحزب الشيوعي الصيني شاو وايدونغ خلال اللقاء التكويني الذي خص به إطارات حزب جبهة التحرير الوطني المتواجد بالصين في دورة تكوينية بأن الطرف الصيني لديه الرغبة الكاملة في رفع استثماراته بالجزائر وأن الصين مستعدة لتكثيف تواجدها الاقتصادي والتجاري، مضيفا أن العلاقات الثنائية متميزة و»نطمح لأن تصبح أكثر تميزا خاصة وأن هناك علاقات إستراتيجية بإمكانها جعل هذه العلاقات خاصة«. كما أكد المسؤول الصيني على ضرورة إقامة تعاون براغماتي في مجال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وأن هذا النوع من الاستثمار سيكون له أثر إيجابي على الاقتصاد، حيث أعرب عن استعداد صندوق التنمية الإفريقي الصيني لتنظيم لقاءات مع وفد حزب جبهة التحرير الوطني الذي سيزور الصين قريبا وعقد جلسات عمل مع المؤسسات المالية التي لديها الرغبة في الاستثمار بالجزائر. وشدد المدير العام المساعد على وجود مؤسسات مالية مستعدة للعمل في الجزائر وتقديم الدعم، مشيرا في هذا السياق إلى أن الحزب الشيوعي الصيني يمكن له أن يعطي دفعا سياسيا لمستقبل الاستثمار وتعزيزه، حيث أكد على أن الصين تبحث عن شريك لها في منطقة حوض الأبيض المتوسط وإفريقيا وترى في الجزائر أنها الشريك المميز. واستمع المسؤول الصيني إلى عرض قدمه رئيس وفد حزب جبهة التحرير الوطني رياض عنان حول مسار الحزب منذ تأسيسه ومرورا بالمراحل التي مر بها، حيث أشار إلى أن الأفلان قاد كل هذه المراحل وهو يواصل مسيرة الإصلاحات التي أعلن عنها الرئيس بوتفليقة من خلال تقديم مقترحات في لجنة المشاورات التي جرت شهر ماي الماضي. ورد رئيس الوفد على تساؤلات المسؤول الصيني بخصوص سلسلة المشاورات التي أجريت ومسار الإصلاحات ومدى تقدمها ، وهو ما يعكس حرص الطرف الصيني على كل ما تعيشه الجزائر من أجل تعميق تعاونها، بأن الإصلاحات ليست بالأمر الجديد على الجزائر، مؤكدا أن الإصلاحات قد تم الشروع فيها منذ 1988، وكانت أول دولة عربية وإفريقية التي بادرت بالانفتاح السياسي والاقتصادي، مشيرا إلى أن الإصلاحات تعثرت بسبب تدهور الأوضاع الأمنية ما جعلها تسير ببطء، مذكرا بأن الجزائر عرفت عقد ندوة وطنية للوفاق والمجلس التأسيسي وتنظيم انتخابات رئاسية في ظل التعددية السياسية، وأن لديها خبرة في التعددية السياسية وأنها ليست كبقية الدول العربية. وفي ذات السياق، أشار المتحدث إلى أنه منذ وصول الرئيس بوتفليقة إلى سدة الحكم عرفت الإصلاحات انطلاقة جديدة بدء من الوئام المدني لاستتباب الأمن واسترجاع مكانة الجزائر في المحافل الدولية والشروع في إقامة مشاريع تنموية ضخمة، مشددا من جهة أخرى على أن الجزائر رفضت التدخل في شؤونها الداخلية أثناء معاناتها مع ظاهرة الإرهاب الدولي وأنها ترفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول، حيث أعرب المسؤول الصيني عن ارتياحه العميق لمسار الإصلاحات والمواقف القوية للدولة الجزائرية، مؤكدا أن الحزب الشيوعي الصيني سيعمل على ترقية مستوى التعاون وتعزيز العلاقات الثنائية بين الدولتين.