دخلت الجزائروهولندا في محادثات متقدمة من أجل تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي بينهما، وقال وزير خارجية هولندا ماكسيم فيرهاغن أن هولندا تسعى لعقد شراكة مع الجزائر كالتي تمت مع المغرب بهدف مواجهة خطر "القاعدة"، والتعاون في كل ما يتصل بالنشاط المتطرف خاصة على شبكة الإنترنيت، وتبدي هولندا اهتماما متزايدا بمسألة مكافحة ما تسميه خطر "القاعدة" بالمغرب العربي ومنطقة الساحل الإفريقي انطلاقا من قناعتها أن الشبكات الإرهابية المنتشرة في أوربا قد تشكل خطرا على أمنها وعلى مصالحها. صرح وزير خارجية هولندا ماكسيم فيرهاغن أن هولندا قد دخلت في محادثات متقدمة مع الجزائر من اجل محاربة "القاعدة"، مضيفا بأن "القاعدة " "قد تجاوزت للأسف الشديد حدود باكستان وأفغانستان، وتعاظم خطرها بشكل كبير في المغرب العربي وفي منطقة السا حل الإفريقي.."، وأوضح فيرهاغن أن "القاعدة في المغرب العربي تتوفر على شبكات اتصال في الدول الأوربية، وأن التوقفات في صفوف المشتبه بهم في علاقتهم بالإرهاب بكل من ألمانيا والنمسا تبين الخطر الكبير الذي يواجه هولندا.." وقال مسؤول الدبلوماسية الهولندية أنه بحكم علاقات بلاده مع دول المغرب العربي فإنه "من المهم جدا العمل والتنسيق بشكل وثيق مع الجزائر من أجل التقليل من تأثير "القاعدة" في المنطقة المغاربية، لقد تم تدعيم التعاون في هذا المحال مع المغرب في الآونة الأخيرة، وتوجد هولندا اليوم في محادثات مع الجزائر من أجل الوصول إلى شراكة مماثلة .."، وأضاف وزير خارجية هولندا أن التنسيق مع الجزائر سوف يمتد أيضا إلى مسألة مكافحة التطرف عبر شبكة الانترنيت وفي السجون، وعلى مستوى تزوير الوثائق والبحث عن المتفجرات. ويقطن بهولندا حوالي مليون مسلم أي قرابة الستة بالمائة من مجموع السكان، وتوجد بالبلاد جالية مغربية قوية مقارنة بالجاليات الإسلامية الأخرى بما في ذلك الجالية الجزائرية، ويبدو أن مخاوف هولندا من نفوذ "القاعدة" واحتمال تعرضها إلى هجمات إرهابية في المستقبل ينطلق من قناعة بأن التيارات الإسلامية المتطرفة قد تستغل التواجد المكثف للجالية المسلمة بهذا البلد للقيام بعمليات إرهابية كما حصل في اسبانيا وبريطانيا مثلا. ويبدو أن الهاجس الأمني قد تحول إلى الهم الأول بالنسبة لأغلب الدول الأوربية بما في ذلك البلدان البعيدة عن حوض البحر الأبيض المتوسط،، وهذا الهاجس هو الذي يجعل هذه البلدان تتشجع أكثر لعقد شراكة أمنية مع البلدان المغاربية التي تعاني من الإرهاب على غرار الجزائر. للإشارة فإن العديد من الدول الأوربية سارعت في المدة الأخيرة إلى عقد شراكة أمنية مع الجزائر على غرار ألمانيا، حيث طرحت الزيارة التي قامت بها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى الجزائر مؤخرا عدة ملفات هامة حول التعاون بين الجزائروبرلين في جال التنسيق الأمني والاستخباراتي والتعاون في المجل مكافحة الإرهاب، وهذا بسبب الاهتمام الذي أصبحت توليه برلين لمكافحة الإرهاب ومواجهة نفوذ" القاعدة" سواء بمنطقة المغرب العربي أو في الساحل الإفريقي.