دعت الأستاذة والباحثة بمعهد العلوم الهندية بجامعة هواري بومدين بباب الزوار، خرشي فطوم، السلطات العليا للتدخل من أجل تسوية قضية الأبحاث العلمية التي لم تر النور وبقيت حبيسة الأدراج في الإدارات والوزارات، فيما تعرضت أبحاث أخرى للسطو من طرف عديد الصناعيين الذين يستغلونها عن طريق استعمال نتائج البحث في تطوير قدراتهم الإنتاجية دون العودة إلى أصحابها. تصريحات الأستاذة خرشي، جاءت على هامش الملتقى الدولي الثاني الذي نظمته كلية الهندسة المدنية بجامعة باب الزوار، أمس، تحت عنوان »تكنولوجيا وديمومة الإسمنت المسلح«، حيث اغتنمت الباحثة فرصة اللقاء بالتنديد بعلميات السطو الفكري التي تتعرض إليها الأبحاث العلمية عنوة على أصحابها، في الوقت الذي يفترض فيه أن يساهم المستثمرون الكبار في تنمية الأبحاث عبر الجامعات ومختلف الكليات التقنية على غرار ما يحدث في الدول المتطورة، مشيرة إلى جامعة »شربروك« بكندا التي تلقى تمويلها بنسبة 80 بالمائة من طف الصناعيين. وعن مشاكل كلية الهندسة المدنية، أوضحت الأستاذة أن هناك ثلاثة مخابر ينشط بداخلها بين 80 إلى 100 باحث، يقومون بإعداد مئات الأبحاث العلمية التي تعرف تقدما تكنولوجيا موازيا لما توصلت إليه الأبحاث في أكثر الدول تطورا، لكن للأسف فإن هذه الأبحاث بقيت حبيسة الأدراج ببعض الوزارات ولا يتم استغلال نتائجها في الميدان. وعلى صعيد آخر تطرق الباحثة خرشي إلى موضوع الملتقى الذي يعد الثاني من نوعه بعد أن عقد ملتقى أول منذ حوالي 10 سنوات والذي أوصى بحركية علمية مميزة، تطلبت بدورها عقد هذا الملتقى الدولي الذي يضم باحثين من كل جامعات العالم واختار له موضوع عن الإسمنت المسلح، تكنولوجيا وديمومة. وفي هذا السياق، أشارت الأستاذة إلى أهمية مصطلح الديمومة، لأن العملية تقوم على ثلاثة عناصر، أحدها مرتبط بدراسة الأرضية، والآخر بالحسابات التنقية للبناية وآخر بأدوات الإنجاز، لتؤكد أن المهندسين في الجزائر يركزون على العنصر الخاص بالحسابات ويغفلون باقي المؤشرات في الإنجاز. وعليه فإن الملتقى يهدف إلى دعوة المهندسين على الاهتمام بأدوات الانجاز وسبل مراقبتها لضمان ديمومة الإسمنت المسلح، حيث أوضحت أن هذه المادة لديها متوسط عمر يصل إلى 50 سنة، فيما يسعى الباحثون إلى الوصول على نسبة بين 100 إلى 120 سنة، وهي المدة التي لا يتم بعدها هدم البناية وإنما يشرع في الترميم فقط، واعتبرت أنه من عواقب سوء استعمال الإسمنت المسلح، اللجوء إلى عملية الترميم بعد مرور 5 أو 6 سنوات عن البناية المنجزة التي تبدأ في الانهيار.