نفى الناطق الرسمي للتجمع الوطني الديمقراطي، أن يكون الأرندي متخوف من الإسلاميين في الانتخابات المقبلة، قائلا »الخوف الحقيقي هو من العزوف إذا لم تقم الأحزاب والأحرار بدور تعبوي«، وأضاف ميلود شرفي أن المحطة القادمة لن تكون شبيهة بسيناريو 1991، إلا أنه أبرز امتعاضه لما سماه »الإملاءات الخارجية« سواء تلك الناتجة على الامميات الدينية أو غيرها. قلل شرفي، في تصريح خص به وكالة الأنباء الجزائرية، أمس، من مخاوف حزبه من احتمال فوز الإسلاميين في الانتخابات المقبلة، حيث شدد على أن الوعي والنضج الذي طبع المواطن تجعلانه لا يقدم على مغامرة أخرى، وبلهجة هادئة لكنها لا تخلو من الغمز واللمز، انتقد شرفي ما أسماه »خضوع البعض لإملاءات من الخارج« والعمل على تغيير الوضع لصالحهم عن طريق ما وصفه ب»آلات التحكم عن بعد«، سواء من الأمميات الدينية، في إشارة إلى بعض الأحزاب الإسلامية المنضوية تحت لواء التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، في تلميح لحركة مجتمع السلم، حليفه السابق، حيث قال »هناك من يهرول عن طريق آلات التحكم عن بعد من وراء البحر وهناك من يهرول عن طريق الأمميات الدينية والسياسية ويستوردون فتاوى ناسين أن للجزائر خزان كبير من العلماء والكفاءات بإمكانها مواجهة الفتاوى المستوردة وأن الجزائر ليست نسخة لأي دولة أخرى«، مؤكدا أن الإسلام في الجزائر ليس حكرا على أي حزب، قبل أن ينفي احتمال تكرار سيناريو عام 1991 الذي فاز فيه »الفيس« المحل بأغلبية ساحقة. وحتى الأمميات السياسية كانت محل انتقاد شرفي، في إشارة إلى أحزاب المعارضة التي باشرت لقاءات مع مسؤولين أوروبيين وأمريكيين حول الوضع في الجزائر، وهي إشارة واضحة لحزب سعيد سعدي الأرسيدي. ويعتقد الناطق الرسمي للأرندي أن الهدف من هذه الإملاءات هو ضرب استقرار الجزائر. وبرأيه دائما، فإن الأرندي يرى أن البرلمان المقبل سينتج خريطة سياسية مختلفة عن الحالية وتكون متكيفة مع التحولات التي عرفتها البلاد، متوقعا بروز تيارين يتمثلان في التيار الوطني الديمقراطي والتيار الإسلامي. غير أنه أضاف بأن الخريطة القادمة للبرلمان ليس لها أي تأثير على سيرورة النمط الديمقراطي التعددي في البلاد ولا خوف على قوانين الجمهورية المحمية بالدستور. ويرى الناطق الرسمي للتجمع الوطني الديمقراطي، أن الخوف الكبير اليوم هو من احتمال عزوف المواطنين عن المشاركة في الاستحقاقات المقبلة، وهو ما يتعين –حسبه- على الأحزاب والمترشحين الأحرار القيام بعمل تعبوي كبير لحث الناس على المشاركة. وعن احتمال تكتل التجمع الوطني الديمقراطي مع أحزاب أخرى رد شرفي أن التكتلات لا مفر منها وأن الأرندي عرف تجربة التحالف الرئاسي وقبله تجربة الائتلاف الحكومي.