اعتبر الأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني، علي بن فليس، أنه برحيل المناضل والمجاهد عبد الحميد مهري »تكون الجزائر قد فقدت في هذا الرجل أحد أغلى أبنائها«، واصفا الراحل ب »المناضل الذي لا يمكن تصنيفه، خاصة عندما يتعلق الأمر بالقضية الوطنية«، وأضاف »سي عبد الحميد كان في كل المواعيد الكبرى للتاريخ المعاصر لبلادنا«. واستحضر بن فليس في شهادته على الرجل الكثير من الذكريات الجميلة التي عايشها عن قرب طيلة نشاطه في صفوف الحزب وتوليه مناصب المسؤولية في الدولة، مبرزا أن عبد الحميد مهري كان حاضرا في 70 عاما من تاريخ الجزائر »والأجيال الحالية والقادمة ستحتفظ بصلاتها حيال قيّم الحرية والعدالة وكذا قوة الروح والالتزام النضالي الذي صاحب سي عبد الحميد«، وذهب إلى حدّ الجزم بأن مهري يبقى في نظر الأجيال »نهجا يحتذى به في الاعتدال«. وبالنسبة إلى علي بن فليس فإن المجاهد عبد الحميد مهري يمثل رمزا من الهوية الوطنية في أبعادها المتعدّدة، لافتا إلى التواضع الذي يتحلّى به وبساطته طيلة مسيرته النضالية، مثلما حرص على إبراز الوفاء الدائم للراحل تجاه القناعات التي أبداها طيلة مسيرته وكذا »قوة الشخصية وثقافته الواسعة«، وأشار بهذه المناسبة إلى أن كل المناضلين سوف يتذكرون المواقف التي أبداها مهري بعد أن »ترك الجزائر في مفترق الطرق«.