لم يعد خافيا على أحد أن الكنيسة الإنجيلية هي التي تقوم بالتنصير في الجزائر علنا بعد ما كانت تقوم به في السر، ذلك لأنها لم تعد تخاف من أحد فوراءها قوة كبرى تدعمها ماديا ومعنويا. راهب الكاثوليكيين في الجزائر نفى عن كنيسته وأتباعه تهمة التنصير وأكد على ذلك كثيرا، والكثير من الفعاليات السياسية والدينية أشارت بحياء إلى جهات تدعمها دول كبرى، لكن لا أحد كانت له الشجاعة ليشير إلى واشنطن بالبنان، ويذكرها صراحة. كل التقارير الإعلامية والحوارات التي تضمنت تجارب شباب خرج عن ملته، ثم عاد إلى رشده، تتحدث عن الكنيسة الإنجيلية وعن البروتستانت الذين يمارسون التبشير الشامل في كل أنحاء الوطن بعدما كان محصورا في منطقة القبائل والجنوب. ومعروف أن هذه الكنيسة تعد الأكثر نموا والأسرع انتشارا في العالم في السنوات الأخيرة. إنها هي ذاتها الكنيسة التي ينتمي إليها آل بوش المتحمسون، وإنها الأكثر يهودية من اليهود أنفسهم. هذه الكنيسة مدعومة بملايير الدولارات من البيت الأبيض، وتتمتع بلجنة خاصة في الكونغرس، وتنفرد بمكتب خاص لدى السي آي إي، وتعمل بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية. ولتجسيد مشروعها في إقامة قاعدة عسكرية في إفريقيا والتي تفضلها في الجزائر تنشط واشنطن عن طريق البيت الأبيض والبتاغون والكنيسة، على كل الجبهات لعل أهمها في الوقت الحالي التخويف بالقاعدة وشبكات الاتجار بالأسلحة والمخدرات، مدعمة ببلادة محلية تكمل طروحاتها، وتسابق الزمن لتشكيل أقلية دينية تستعملها للتدخل بحجة حمايتها إلى جانب الاستثمار في حركات التمرد في منطقة الساحل.