توصل "الديوان الوطني للثقافة والإعلام" إلى وضع الخطوط العريضة للعقد المنتظر أن يتم مع مجمع "روتانا" لبيع حقوق بث مهرجاني "تيمقاد" و"جميلة"، بعد قبول الطرف اللبناني لشروط الديوان، منها حق الأرضية الجزائرية في عرض السهرات وعدم تدخل "روتانا" في البرنامج والاحتفاظ بمنشطة جزائرية مع فرض الألبسة التقليدية الجزائرية في الفعاليات. بوطلعة مسعودة أكدت مصادر مطلعة من "الديوان الوطني للثقافة والإعلام" ل"صوت الأحرار" عن استمرار المفاوضات مع مجمع "روتانا" وهذا من أجل بيع حقوق البث التلفزيوني لمهرجاني "تيمقاد" و"جميلة"، حيث أكد نفس المصدر أن المالك لمجمع "روتانا" زار الجزائر في وقت سابق واطلع على الموقعين وانبهر بجمالهما، مما أدى به إلى التأكيد على شراء حقوق بث المهرجانين بأي ثمن والتكفل بكل مصاريفهما، لكن المفاوضات تسير ببطء مند سنة تقريبا، حيث واجهتها مشاكل عديدة بقيت بين مد وجزر بين الطرفين، ويأتي في مقدمتها تمسك المسؤولين الجزائريين والقائمين على الديوان بحق الجمهور الجزائري في التمتع بهذه المهرجانات على القناة الجزائرية وحق التلفزيون الجزائري في تسجيلها وبثها وقد توصل الطرفان مؤخرا إلى حل هذا المشكل وهذا بقبول "روتانا" بث سهرات المهرجان على التلفزيون الجزائري الأرضي، مع حرمان كل من "القناة الثالثة" و"كانال ألجيري"، وكان الوصول إلى هذا الاتفاق الأولي بعد إقحام التلفزيون كشريك رئيسي في المهرجانين عن طريق الدعم المادي، بالإضافة إلى الإشهار لهما على مدى العشرة الأيام التي يستغرقها كل مهرجان، بالإضافة إلى دخوله كطرف مفاوض مع "روتانا" باعتباره الجهة المخولة لها هذا النوع من الاتفاقيات. وفيما تم الاتفاق على قضية البث التلفزيوني، بقي الإشكال في أمرين رئيسيين وهو بث السهرات كاملة على قناة "روتانا" دون أن يتعرض الفنانون الجزائريون للمقص، حيث طالب مسؤولو "روتانا" بتسجيل حفلات المطربين المتعاقدين معها فقط دون غيرهم، بينما أصر مسؤولو الديوان على عرض الحفلات على قناة "روتانا" كما هي مع المطربين الجزائريين، كما اشترط الطرف الجزائري أن يغني المطربون الجزائريون ما يريدون دون أن تتدخل إدارة "روتانا" في برنامجهم الفني وفي فعاليات السهرات. المفاوضات تجاوزت الإطار الفني والمالي إلى المظاهر، حيث اشترط الطرف الجزائري أن تكون منشطة سهرات المهرجانين جزائرية 100 بالمائة، فيما اقترحت "روتانا" جلب منشطة لبنانية للقيام بذلك، لكن مع إصرار الطرف الجزائري على هذه النقطة بالذات فقد تم الاتفاق على المحافظة على منشطة جزائرية وتبقى إلى حد الآن نجية خثير التي تعود عليها الجمهور وأحبها وتلقى ترحيبا من الجميع حتى من إدارة الديوان. بالإضافة إلى منشطة السهرات تم الاتفاق على أن يتم التقديم وكل فعاليات المهرجانين بالألبسة التقليدية الجزائرية من الشرق إلى الغرب، وأن لا تتدخل إدارة "روتانا" في الأزياء والألبسة. وتأتي هذه المفاوضات كخطوة أولى للخروج بكل من مهرجان "تيمقاد" و"جميلة" من دائرة المحلي إلى العالمية وهو الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه إدارة "الديوان الوطني للثقافة والإعلام" وعلى رأسهم المدير العام لخضر بن تركي الذي أكد في وقت سابق على ضرورة النهوض بهذين الحدثين الثقافيين من أجل تصدير صورة الجزائر وثقافتها للخارج، بالإضافة للترويج السياحي للمعلمين الأثريين اللذان يفوق جمالهما وقيمتهما التاريخية الكثير من المعالم في العالم عامة والوطن العربي خاصة.