اعترف بدولة كوسوفو التي أعلنت استقلالها عن صربيا قبل خمسة أيام 17 دولة، بينها عشر من بلدان الاتحاد الأوروبي، في حين أدانت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن أعمال العنف التي استهدفت سفارة واشنطن في بلغراد أول أمس الخميس. واحتجت الولاياتالمتحدة رسميا لدى الحكومة الصربية، ووصفت الوضع الذي أتاح لمتظاهرين حرق سفارتها في بلغراد بأنه "لا يحتمل" في إشارة إلى تبني الحكومة للمظاهرات الاحتجاجية ضد استقلال كوسوفو. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية شون ماكورماك، إن بلاده احتجت رسميا أول أمس الخميس لدى الحكومة الصربية. واحتج المسؤول الأمريكي على الأمن "غير الكافي على الإطلاق" الذي كانت تتولاه قوات الأمن الصربية حول السفارة الأمريكية، وهدد بتحميل المسؤولين الصرب شخصيا مسؤولية سلامة العاملين بالسفارة الأمريكية في بلغراد. وقال ماكورماك في مؤتمر صحفي إن نيكولاس بيرنز، مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية اتصل هاتفيا برئيس الوزراء الصربي فويسلاف كوستونيتشا ووزير الخارجية فوك يريميتش للاحتجاج على اقتحام متظاهرين السفارة أثناء احتجاجهم على استقلال كوسوفو. ومن جهته أدان مجلس الأمن الدولي أعمال العنف التي استهدفت السفارات الأجنبية في بلغراد. وجاء ذلك بعد أن كان السفير الأمريكي لدى الأممالمتحدة زلماي خليل زاد قال إن واشنطن غاضبة بسبب الهجوم على سفارتها في بلغراد وستطلب من مجلس الأمن إدانته. وتعليقا على الأحداث التي شهدتها بلغراد مساء الخميس قال وزير خارجية صربيا إن الهجمات التي وقعت على شركات وسفارات أجنبية في بلغراد "هي أعمال متطرفين غير مقبولة وتبعث على الأسف". واعتبرت المتحدثة باسم الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا أن أعمال العنف التي وقعت في بلغراد "غير مقبولة على الإطلاق". وقد عثر داخل السفارة على جثة، لكن متحدثة باسم السفارة الأمريكية قالت إن الجثة ليست لموظف في البعثة الدبلوماسية الأمريكية. وقالت مصادر في الشرطة الصربية إن فحوص الحمض النووي ستحدد هوية الجثة. ووقع الهجوم على السفارة الأمريكية بعد انتهاء ساعات العمل، ولم يكن بداخلها أحد عندما اقتحمها أكثر من ثلاثمائة محتج بالعصي والقضبان، ونزعوا أبوابها وأضرموا فيها النيران. ووقع الهجوم في وقت كان حوالي 150 ألف شخص يتظاهرون في العاصمة بلغراد للاحتجاج على استقلال إقليم كوسوفو الذي أعلن الأحد الماضي. ومن أبرز المشاركين في المظاهرة رئيس الوزراء كوستونيتشا وزعيم الحزب الصربي الراديكالي توميسلاف نيكوليتش، منافس الرئيس بوريس تاديتش في انتخابات الرئاسة الماضية الذي لم يحضر المظاهرة. وفي الوقت الذي كان يتجمع فيه المتظاهرون أمام مقر البرلمان الصربي، هاجمت مجموعة من قدامى جنود الاحتياط في الجيش الصربي بالحجارة والإطارات المشتعلة شرطة كوسوفو في المركز الحدودي في ميرداري جنوب صربيا. الرفض الصربي العنيف والتهديدات الروسية لقيام دولة كوسوفو لم يمنع 17 دولة من الاعتراف بهذه الدولة الفتية، فقد اعترفت كل من الولاياتالمتحدة، وألبانيا، وأفغانستان، وتركيا، والسنغال، وأستراليا، وتايوان، وألمانيا، والنمسا، وفرنسا، وبريطانيا، ولاتفيا، وإيطاليا، والدانمارك، وإستونيا، ولوكسمبورغ، وسلوفينيا. أما الدول التي أعلنت استعدادها للاعتراف بالاستقلال فهي كرواتيا، والنرويج، واليابان، وهولندا، وبلجيكا، وإيرلندا، وفنلندا، والسويد، والمجر، وبولندا، وبلغاريا، وليتوانيا. وعبرت إندونيسيا، والجبل الأسود، واليونان، وسلوفاكيا، والبرتغال، وجمهورية التشيك، ومالطا عن تحفظها تجاه استقلال كوسوفو. وتمسكت عشر دول بمعارضتها استقلال الإقليم وهي روسيا، والصين، وجورجيا، ومولدافيا، وصربيا، وسريلانكا، وفنزويلا، وإسبانيا، وقبرص، ورومانيا. وفي السياق قرر برلمان جمهورية صرب البوسنة أنه من حق الجمهورية الانفصال عن البوسنة، إذا اعترفت منظمة الأممالمتحدة وأكثرية بلدان الاتحاد الأوروبي باستقلال إقليم كوسوفو عن صربيا. واعتمدت الأكثرية الساحقة في برلمان صرب البوسنة قرارا ينص على أنه إذا اعترف عدد كبير من أعضاء الأممالمتحدة ولا سيما منهم أعضاء الاتحاد الأوروبي، باستقلال كوسوفو فإن البرلمان يعتقد أن ذلك سيشكل سابقة في الاعتراف بالحق في تقرير المصير، بما فيه حق الانفصال. وكان القوميون الصربيون البوسنيون بعد إعلان استقلال كوسوفو الأحد الماضي سارعوا إلى المطالبة بانفصال الجمهورية الصربية عن البوسنة.