من يصدق كلام أويحي يتوهم أن "الآرندي" حزب من أحزاب الحركة الوطنية مثله مثل حزب الشعب أو الانتصار للحريات الديمقراطية أو أحباب البيان أو حتى كجبهة التحرير الوطني وغيرها..لقد قال الرجل أن حزبه متجذر في أعماق التاريخ لأن رجالاته من صناع الثورة، أو هكذا نُقل عن زعيم التجمع الوطني الديمقراطي قوله بمناسبة الذكرى الحادية عشر (فقط) لتأسيس حزبه. أويحي يريد أن يدخل حزبه التاريخ بأثر رجعي، ويجعل له دورا في الثورة لمنافسة جبهة التحرير في الماضي كما ينافسها على الحاضر وهو الحزب الذي شكل بقرار في صالونات فارهة، دون مخاض ولا نضال ولا عناء. والجميع يعرف أن تأسيس التجمع الوطني الديمقراطي كان يراد له أن يأخذ دور جبهة التحرير التي رفضت آنذاك أن تلعب دور الغطاء لسياسة السلطة. التجمع الديمقراطي كان حقق نجاحا كبيرا في أداء تلك الوظيفة، قبل أن تعود الجبهة من بعيد إلى الواجهة. وقد يكون ذاك النجاح الذي حققه في تغييب الجبهة طيلة عشرية الدماء هو الذي أغرى زعيمه بإمكانية السطو على ماضيها التاريخي، ومحاولة تزوير التاريخ مادام التزوير في هذا الوطن من أسهل وأنجح المهام. لم يبق ل "الآرندي" إلا أن يدعي أنه هو الحزب الفعلي الذي كان وراء التحضير للثورة وصياغة بيان نوفمبر لتكتمل المهمة. [email protected]