أكد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أن السلطات الجزائرية ستشرع في تطبيق الاتفاق مع نظيرتها الليبية حول تبادل المساجين خلال الأسابيع المقبلة، وكشف عن ندوة جهوية حول السلم والأمن في المنطقة الواقعة جنوب الصحراء لمكافحة الإرهاب شهر أكتوبر المقبل. سهام.ب أوضح مدلسي في حديث للإذاعة الدولية، أول أمس، أن بلدان المنطقة الواقعة جنوب الصحراء باشرت تعاونا لمكافحة الإرهاب، وقال إن "هذا التعاون ليس فقط ممكن وإنما هو موجود، مضيفا أن الجزائر تعد "طرفا فاعلا" على مستوى منطقة الساحل في نظام تعاون يسمح لجميع بلدان المنطقة بالتعاون من أجل التوصل إلى معالجة المسألة الأمنية. كما أكد مدلسي بأن الرئيس بوتفليقة أعطى موافقته خلال زيارة الرئيس المالي نهاية شهر نوفمبر من العام الفارط إلى الجزائر لعقد ندوة جهوية حول السلم و الأمن، مشيرا إلى أنه من المرتقب عقدها في أكتوبر القادم. وأشار وزير الخارجية إلى أن الندوة ستشكل فرصة لتقييم نظام التعاون بين دول المنطقة و البحث عن السبل الكفيلة بتعزيزه و تحسينه، قائلا إن "الأمر يتعلق بعمل دائم يجب أن "يتطور نوعيا"، مضيفا أنه ينبغي "تحسين" هذا العمل التنسيقي للتوصل إلى حلول لمشاكل السكان لحمايتهم بشكل أكبر من الإرهاب و "المحاولات التي تستوجب الإدانة". وبخصوص الانقلاب في موريتانيا، جدد مدلسي موقف الجزائر "الثابت" الذي يدين عمليات تغيير السلطة بطرق مخالفة للقواعد الدستورية، مذكرا بما جاء على لسان الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل الذي نقل للمبعوث الخاص الموريتاني العميد محمد ولد الشيخ محمد أحمد رفض الجزائر عمليات تغيير السلطة بطرق مخالفة للقواعد الدستورية". كما أوضح مدلسي أن قائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي قد "أوفد على الفور بصفته رئيسا لاتحاد المغرب الغربي أمينه العام الذي اتصل بمسؤولين موريتانيين و قام بإعداد تقريره"، مضيفا "أعتقد أن اتحاد المغرب العربي سيواصل العمل في اتجاه تدعيم الحوار و أنه شديد الحرص على الحفاظ على الديمقراطية في موريتانيا". من جانب آخر، وفيما يتعلق ملف السجناء بليبيا والجزائر، أشار وزير الخارجية إلى أنه على أساس الاتفاق الذي وقعه البلدان في ماي الفارط فإن الجزائر ستشرع في التطبيق "التدريجي" للاتفاق خلال الأسابيع المقبلة. وحول قضية الصحراء الغربية، فقد عبر الوزير عن أمله في رؤية المفاوضات التي شرع فيها منذ جوان من السنة الفارطة تتواصل، مشيرا إلى أن الجزائر تنتظر قرار الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة "بإعداد أجندة المفاوضات الخاصة بالجولة الخامسة وتعيين من يمثله" في أعقاب رفض جبهة البوليساريو استئناف المفاوضات التي شهدت عقد أربع جولات آخرها منتصف شهر مارس الماضي لانحياز المبعوث الأممي بيتر فان فالسوم للمقترح المغربي القائم على فكرة الحكم الذاتي. ووصف مذكرة التوقيف التي صدرت ضد الرئيس السوداني عمر حسن البشير بتهمة "الإبادة الجماعية" من قبل النائب العام للمحكمة الجنائية الدولية الوضعية ب"المؤسفة للغاية"، معربا عن أمله في أن لا يطول أمد هذه "السابقة". وأوضح الوزير في هذا السياق أن "الرئيس البشير و مجموع الهيئات بصدد بذل جهود تستحق التقدير من أجل التوصل إلى تهدئة على جبهة الجنوب قصد التمكن من معالجة مسألة إقليم دارفور بشكل فعال". وبخصوص زيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى إيران بداية الأسبوع المنصرم، أكد الوزير أن سلطات البلدين قد استعرضت خلال هذه الزيارة العلاقات الثنائية و كذا توسيعها لتشمل مجالات أخرى سيما السياحي والثقافي. وبشأن الملف النووي الإيراني جدد مدلسي موقف الجزائر الداعم لتطوير الطاقة النووية لأغراض سلمية، معبرا في ذات الوقت عن أسفه إزاء سياسة "الكيل بمكيالين" التي كما قال "تعطي بعض البلدان إمكانيات أو درجات من الحرية بينما تقصي البعض الآخر". واعتبر الوزير أن الحوار حول الملف بين بلدان 5+1 بحضور ممثل عن الحكومة الأمريكية " بالغ الأهمية و يشكل عنصر أمل يتعين تعزيزه من أجل استرجاع علاقات الثقة من جديد خلال الأسابيع المقبلة" لإيجاد حسبه حل سياسي مقبول بالنسبة لمختلف الأطراف. وفيما يتعلق بالاتحاد من أجل المتوسط الذي أعلن عنه يوم 14 جويلية المنصرم بالعاصمة الفرنسية باريس، أكد مدلسي أن الجزائر تبقى عنصرا "فاعلا " في هذا الفضاء المتوسطي، مذكرا من جهة أخرى أنه كان هناك في مسار برشلونة نوع من "عدم التكافؤ" من حيث أن دول الجنوب "لم تكن تشارك في اتخاذ القرار بشكل عادل مع دول شمال المتوسط". وأوضح الوزير أن "مبدأ التكافؤ أصبح اليوم يندرج ضمن أولوية الاتحاد من أجل المتوسط كما سيتم التعبير عنه على صعيدين"، وقال إن "قمة باريس قررت بأن تكون كيفيات تسيير الأمانة محل نقاش على مستوى المسؤولين السامين بحيث سيتم تقديم اقتراحات لوزراء الشؤون الخارجية الذين سيجتمعون بمارسيليا في نوفمبر القادم، مضيفا "بإمكاننا أولا أن نحدد بدقة شكل الأمانة و تنظيمها وموقعها و طرق تمويلها". وفيما يخص التعاون الجزائري الألماني، أكد مدلسي أن الجزائر بدلت منذ سنوات عديد الجهود لتموين السوق الأوروبية سيما ألمانيا التي تعد "بلدا جد حيوي" على المستوى الاقتصادي،مشيرا إلى أن ألمانيا اتخذت إجراءات لتنويع مواردها الطاقوية وهي ترغب في العمل مع الجزائر "ليس في المجال الغازي فحسب بل أيضا في مجال ترقية الطاقات المتجددة".