وزير الخارجية: مراد مدلسي أكد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي، موقف الجزائر "الثابت" الذي يدين عمليات تغيير السلطة بطرق مخالفة للقواعد الدستورية، مشيرا إلى أن تصريحات الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل التي عبرت عن رفض الجزائر لتغيير السلطة بطرق مخالفة للقواعد الدستورية، وهو نفس الموقف الذي عبرت عنه وزارة الشؤون الخارجية في بيان لها. * وأبان مدلسي وضوحا منقطع النظير لدى نزوله ضيفا على حصة الإذاعة الدولية، الخميس، بخصوص موقف الجزائر من الانقلاب الذي عرفته موريتانيا، وقال صراحة إن الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية أخطر المبعوث الخاص الموريتاني العميد محمد ولد الشيخ محمد احمد رفض الجزائر للانقلابات العسكرية. * * أما عن موقف اتحاد المغرب العربي من الانقلاب العسكري، فأوضح مدلسي أن قائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي كان قد أوفد على الفور بصفته رئيسا لاتحاد المغرب العربي أمينه العام الذي اتصل بمسؤولين موريتانيين وقام بإعداد تقريره"، مضيفا "أعتقد أن اتحاد المغرب العربي سيواصل العمل في اتجاه تدعيم الحوار النابع من شدة حرصه على الحفاظ على الديمقراطية في موريتانيا. * * * الجزائر تشرع في تطبيق اتفاق استلام سجنائها بليبيا * * وبخصوص ملف السجناء الجزائريين بليبيا والليبيين بالجزائر أشار مدلسي إلى انه على أساس الاتفاق الذي وقعه البلدان في ماي الفارط، بالجزائر سيشرع في التطبيق "التدريجي" للاتفاق خلال الأسابيع المقبلة، مضيفا بخصوص التعاون المحتمل بين بلدان المنطقة الواقعة جنوب الصحراء لمكافحة الإرهاب أن "هذا التعاون ليس ممكنا فقط وإنما هو موجود"، مذكرا أن الجزائر تعد "طرفا فاعلا" على مستوى منطقة الساحل في نظام تعاون يسمح لجميع بلدان المنطقة بالتعاون من اجل "التوصل" إلى "معالجة" المسألة الأمنية. كما أكد أن الرئيس بوتفليقة أعطى موافقته خلال زيارة الرئيس المالي الأخيرة إلى الجزائر لعقد ندوة جهوية حول السلم والأمن، مشيرا إلى أنه من المرتقب عقدها في أكتوبر القادم. وقال إنها ستشكل فرصة لتقييم نظام التعاون بين دول المنطقة والبحث عن السبل الكفيلة بتعزيزه وتحسينه، موضحا أن الأمر يتعلق بعمل "دائم" يجب أن يخضع لعملية تطوير نوعي، كما ينبغي "تحسين" هذا العمل التنسيقي للتوصل إلى حلول لمشاكل السكان لحمايتهم بشكل أكبر من الإرهاب والمحاولات التي تستوجب الإدانة. * * وفيما يتعلق بالاتحاد من أجل المتوسط قال مدلسي إن الجزائر تبقى عنصرا "فاعلا " في هذا الفضاء المتوسطي مذكرا من جهة أخرى، أنه كان هناك في مسار برشلونة نوع من "عدم التكافؤ" من حيث أن دول الجنوب "لم تكن تشارك في اتخاذ القرار بشكل عادل مع دول شمال المتوسط". وعن زيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية الأسبوع المنصرم، إلى إيران، أكد الوزير أن سلطات البلدين قد استعرضت خلال هذه الزيارة العلاقات الثنائية وكذا توسيعها لتشمل مجالات أخرى، سيما السياحي والثقافي، وبشأن الملف النووي الإيراني جدد مدلسي موقف الجزائر الداعم لتطوير الطاقة النووية لأغراض سلمية، معبرا في ذات الوقت عن أسفه إزاء سياسة "الكيل بمكيالين" التي - كما قال - "تعطي بعض البلدان إمكانيات أو درجات من الحرية، بينما تقصي البعض الآخر". * * أما فيما يخص ملف الصحراء الغربية، فقد أعرب مدلسي عن أمله في رؤية المفاوضات التي شرع فيها منذ سنة تتواصل، مشيرا إلى أن الجزائر تنتظر قرار الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة "بإعداد أجندة المفاوضات الخاصة بالجولة الخامسة وتعيين من يمثله". * * وحول التعاون الجزائري الألماني أكد مدلسي أن الجزائر بذلت منذ سنوات عديد الجهود حتى يكون مجالها الطاقوي "عنصرا هاما" في تموين السوق الأوروبية، سيما ألمانيا التي تعد "بلدا جد حيوي" على المستوى الاقتصادي، مشيرا إلى أن ألمانيا اتخذت إجراءات لتنويع مواردها الطاقوية وهي ترغب في العمل مع الجزائر ليس في المجال الغازي فحسب، بل أيضا في مجال ترقية الطاقات المتجددة". * * وعن سؤال يتعلق بالأمر بالتوقيف الذي صدر ضد الرئيس السوداني عمر حسن البشير المتهم ب "الإبادة الجماعية" من قبل النائب العام للمحكمة الجنائية الدولية وصف الوزير هذه الوضعية ب"المؤسفة للغاية"، معربا عن أمله في أن لا يطول أمد هذه "السابقة". * * * 11 عائلة جزائرية تزور أبناءها المساجين بليبيا * * سمحت الشرطة القضائية وإدارة السجون الليبية نهاية الأسبوع الفارط، ل11 عائلة جزائرية بزيارة أبنائها في السجون مع تخصيص جلسات انفرادية لهم، وأعلموا أنه عن قريب سيتم الإفراج عن أبنائهم ليعودوا إلى أرض الوطن. * * وقد لاحظ ممثلو العائلات تحسّن الأوضاع الصحية لأبنائهم بسجني "الجديدة" و"الصرمان"، خاصة حالة السجين بن مسعود عبد الحميد بن مسعود من الوادي الذي تعرض قبل أسابيع إلى وعكة صحية كادت أن تودي بحياته.وأضاف ممثل العائلات عبد القادر قاسمي في اتصال هاتفي ب"الشروق اليومي" أنّه تمّ نقله حاليا إلى سجن الجديدة وهو في حالة صحية جيدة. * * وثمّن نفس المتحدث حرارة الاستقبال التي حظت بها العائلات من الشرطة القضائية وأعوان إدارة السجون والمسؤولين هناك، حيث أبلغتهم مصادر مسؤولة انه عن قريب سيتم الإفراج عن المساجين الجزائريين بليبيا ليعودوا إلى الجزائر تطبيقا لقرار العفو الذي أصدره قائد الثورة الليبية معمر القذافي في 13 مارس الفارط.