ركز عمار غول وزير الأشغال العمومية أمس خلال زيارته لأكبر ثلاث موانئ بتيبازة على ضرورة إدراج البعد الهندسي والجمالي في تصميم الفضاءات السياحية والترفيهية دون التأثير على الجانب التجاري مع المحافظة على البعد الحضري، في إشارة مباشرة منه إلى الموقع الاستراتيجي والقيمة التاريخية التي تزخر بها الولاية، مؤكدا أن ميناء قوراية مكسب وطني واقتصادي هام. سعاد جلطي الزيارة التي قام بها وزير الأشغال العمومية أمس إلى تيبازة قادته إلى أكبر ثلاث موانئ بالولاية، حيث بدا محطته الأولى بميناء قوراية باعتباره من المشاريع الوطنية الكبرى التي حملتها أجندة البرنامج الخماسي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وهو المشروع الذي من المتوقع أن يتضاعف مردود إنتاج السمك عند نهايته إلى 7000 طن يوميا فضلا عن توفير 600 منصب عمل ثابت بإمكانه امتصاص نسبة البطالة في البلدية في غياب مناطق نشاط اقتصادية. وفي هذا السياق أكد عمار غول أن المشروع هو مكسب للجزائر ويدخل حيز سبعة مناطق مينائية وطنية لما تحمله من أهمية كبرى في دفع عجلة التنمية السياحية وخلق حركة اقتصادية تعود بالفائدة على الوطن تحسبا لموقعها المتوسطي، كما أعطى الإشارة إلى وجوب استثمار ربح الوقت ومحاربة التوحل وإيقاف الترمل وذلك بالاستعانة بدراسة تقنية متخصصة ذات بعد آفاقي محض، واستطرد هنا قائلا: "كفانا سياسة البريكولاج". الوزير غول الذي بدا مقتنعا بوتيرة سير الأشغال لمختلف المحطات، حيث لم يخف توافقه مع أراء المسؤول الأول بالولاية أوشان محمد ومسؤولي السلطات المحلية في ضرورة تصنيف والمحافظة على القيمة الجمالية والسياحية التاريخية للموانئ باعتبارها تقع قرب معالم تاريخية وحضرية، وأعطى تعليمة لإنشاء مدخلين من الجهة الشرقية والغربية مع حصانه الموانئ على أكبر رقعة بأسوار مصنوعة بالحجر لتضفي على المكان لوحة متمازجة بين الإبداع الجمالي السياحي والبعد التاريخي الحضري. نفس السيناريو تطرق له الوزير خلال وقفته في ميناء تيبازة و ميناء شرشال الذي وصلت به الأشغال إلى 90 بالمئة ويوفر 350 منصب عمل ومع انتهاء أشغال الميناء من المنتظر ارتفاع إنتاج السمك إلى أكثر من 2000 طن يوميا وهو المشروع الذي كلف الخزينة العمومية مبلغ مليار و30 مليون سنتيم، كما يتوفر على خدمات جوارية بالميناء تتمثل في مراكز للحماية المدنية، الشرطة، مسمكة، وغرف للصيادين رغب غول في تسميتها مضاجع بدل مصطلح أكواخ الذي بدا أنه أزعجه، علاوة على مسمكة ووحدات لبناء السفن والتجهيزات الصيدية وغرف التبريد. غول الذي كان مرفوقا بوالي تيبازة ورئيس المجلس الشعبي الولائي وممثلي المديريات المعنية، قال إنه لا بد من الاستعانة بالنظرة الاستكشافية والمستقبلية في دراسة المشاريع وبلوغها إلى نهايتها في إشارة ضمنية إلى شبكة الطرقات التي أكد أنه حان الوقت لتجسيد مشاريع متطورة ذات طموحات وآفاق مستقبلية، موضحا أنها تحمل الأولوية في الإنجاز مستدلا بربط الطريق السيار شرق غرب بطرق ولائية كما هو الحال عند طريق واد جر –تيبازة وربطه بالطريق الوطني رقم 67 مع إضفاء التناغم والتناسق بين الطرق الوطنية والولائية العملياتية الهامة. وفي هذا الشأن كشف الوزير عن المجهودات الجبارة التي تقوم بها سلطات ولاية تيبازة في تطبيق برامج التنمية وفك العزلة عن الدواوير والبلديات وربطها مع المحاور الوطنية الكبرى تحسبا لحلول فصل الشتاء.