اعتبر سفير روسيا لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيغوف أن الاتحاد الأوروبي يعاقب نفسه بقراره تعليق مفاوضاته مع بلاده بشأن شراكة بينهما ردا على تدخل موسكو في النزاع بين جورجيا وإقليمي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية. وأكد السفير أن موسكو لن تضخم المسألة. وقال تشيغوف بعيد انتهاء القمة الطارئة التي عقدتها دول الاتحاد ال27 في العاصمة البلجيكية "إنه عقاب ذاتي بالنسبة للاتحاد الأوروبي، لأنه لا يعزز مصداقية الاتحاد الأوروبي بوصفه شريكا". وأضاف أن روسيا لم تعد بحاجة إلى هذه المفاوضات أكثر من الاتحاد الأوروبي، وقال إن الاتحاد يخطئ في تقييمه للوضع الميداني، "لأن روسيا سبق لها أن سحبت كل قواتها الإضافية". وقرر قادة الاتحاد الأوروبي في قمتهم الطارئة تعليق الاجتماعات التي كانت مقررة للتفاوض حول اتفاق شراكة معززة مع روسيا إذا لم تنسحب إلى المواقع التي كانت فيها قبل السابع من أوت. وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عقب انتهاء جلسات التداول إن المحادثات مع موسكو ستكون رهينة بتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار بين روسيا وجورجيا. واعتبر ساركوزي أن "هذه الأزمة تعني أن علينا إعادة النظر في علاقاتنا مع روسيا"، مضيفا "يتعين وجود طرفين لإقامة شراكة". وشدد على أنه "كان من السهل نسبيا التوصل إلى تفاهم" داخل الاتحاد الأوروبي حول الموقف الواجب اتخاذه حيال موسكو. واستبعد ساركوزي أي عقوبة رسمية بحق روسيا حاليا. ودعا إلى "عدم شن حرب باردة واستعراض العضلات وعروض القوة وفرض عقوبات وعقوبات مضادة، فهذه الأمور لن تخدم أحدا". وشدد الرئيس الفرنسي على ضرورة إعطاء الدبلوماسية فرصة في الثامن من سبتمبر ، في إشارة إلى جولة مرتقبة سيقوم بها إلى موسكو وتبليسي للتحقق مما إذا كانت موسكو التزمت بالكامل بخطة سلام من ست نقاط توسطت فيها فرنسا سابقا. وشهدت دول الاتحاد الأوروبي قبل القمة انقساما بشأن الحوار مع روسيا، فبينما أيدت فرنسا وألمانيا وإيطاليا جهودا دبلوماسية للوساطة في أزمة القوقاز أظهرت بريطانيا والسويد ودول الاتحاد السوفياتي السابق تشددا حيال العلاقة مع الكرملين. وكان مقررا أن تعقد جولة التفاوض المقبلة بين روسيا والاتحاد الأوروبي حول الشراكة المعززة في 15 سبتمبر في بروكسل. ويهدف اتفاق الشراكة الجديد إلى تعزيز العلاقات بين الاتحاد وروسيا، اللذين سبق أن وقعا اتفاق شراكة عام 1997، خاصة في مجال الطاقة والمجالين السياسي والاقتصادي. وفي هذا السياق يلتقي الرئيسان الروسي ديمتري ميدفيديف والفرنسي نيكولا ساركوزي الاثنين المقبل في العاصمة الروسية موسكو. الوكالات/واف