جرح 19 إسرائيليا -معظمهم جنود- في وقت متأخر من مساء أول أمس الاثنين بالقدسالغربية، في حادث قالت سلطات الاحتلال إنه متعمد بينما أكدت عائلة المنفذ أن ما جرى حادث سير. واجتاح فلسطيني بسيارته عددا من الإسرائيليين في أحد ميادين القدسالغربية ليجرح 19 منهم قبل أن يقتل برصاص قوات الاحتلال. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن المهاجم هو قاسم محمود المغربي (19 عاما) من منطقة جبل المكبر بالقدسالشرقية، وأكدت أنه تعمد دهس الإسرائيليين حيث قتله ضابط إسرائيلي بعدما اصطدمت سيارته بحائط. ومنعت سلطات الاحتلال عائلة الفلسطيني من إقامة بيت عزاء له وكثفت من الدوريات في الحي الذي يقطنه خوفا من هجمات أخرى كما قالت. ولكن مصادر في القدس نقلت عن عائلة السائق أن الحادث ليس أكثر من مجرد حادث سير عادي. ونقل عن عائلة المغربي -وهو من سكان جبل المكبر- أنه لا ينتمي إلى أي تنظيم سياسي أو عسكري، وكان قد أخذ السيارة من والده بدون إذنه، ما يدعو للاعتقاد بأن السائق القتيل ربما لم يتمكن من التحكم في السيارة. واتهمت عائلة المغربي السلطات الإسرائيلية بقتل ابنها بدم بارد، وقالت إنها تنوي التوجه إلى القضاء حتى لا تحول سلطات الاحتلال القضية إلى عملية فدائية وتفلت من المساءلة القانونية عن قتل فلسطيني لارتكابه حادث سير. وقد شددت سلطات الاحتلال من إجراءاتها الأمنية في القدس، عقب هذا الحادث، وانتشرت تعزيزات للشرطة في المدينة لضمان أمن عدد كبير من الزوار الذين يتوجهون إليها من نهاية سبتمبر الجاري إلى منتصف أكتوبر المقبل بمناسبة عيد المظلات اليهودي. وذكرت مصادر أمنية إسرائيلية أن الحادث أسفر عن جرح 19 إسرائيليا، موضحة إن عنصرين من الشرطة والجيش أطلقا النار على مرتكب الحادث بعدما اصطدمت سيارته بجدار. وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية إن عددا من الجنود كانوا يقفون على رصيف وصدمتهم السيارة التي اندفعت نحوهم بصورة متعمدة حسب رواية الشهود. وأكد قائد شرطة القدس أهارون فرانكو للصحفيين أن "الشرطة تحقق لتعرف ما إذا كان لمنفذ الهجوم شركاء، لكن العناصر الأولى للتحقيق تشير إلى أنه عمل بمفرده". وأضاف أن تعزيزات للشرطة ستنشر في القدس لضمان أمن عدد كبير من الزوار الذين يتوجهون إلى المدينة من نهاية سبتمبر إلى منتصف أكتوبر بمناسبة عيد المظلات اليهودي. ووقعت العملية بعد ثلاث ساعات فقط من تكليف وزيرة الخارجية تسيبي ليفني بمهمة تشكيل حكومة جديدة خلفا لإيهود أولمرت الذي استقال تحت ضغوط اتهامات بالفساد، وهي تعيد إلى الذاكرة هجومين سابقين نفذهما فلسطينيان بجرافتين في القدس خلال الأشهر القليلة الماضية. ففي 2 جويلية الماضي نفذ فلسطيني يقود جرافة حادثا مشابها أدى إلى قتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة العشرات، ثم تكرر الأمر بعد نحو ثلاثة أسابيع مما أدى إلى إصابة عشرة إسرائيليين. وبعد وقوع الحادث مباشرة قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إنه ينبغي "بأسرع وقت تدمير منزل مرتكب الهجوم لردع غيره من الإرهابيين المحتملين". وعلى الجانب الفلسطيني قالت حركة الجهاد الإسلامي إن ما وصفتها بالعملية تمثل ردا على ممارسات الاحتلال، في حين اعتبرتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استمرارا لنهج المقاومة. الوكالات/ واف