طالب عبد العزيز بلخادم الأمين العام للأفلان أمس نواب حزبه بالتصدي لكل محاولة للطعن في قيم الأمة وثوابتها، وعدم السكوت على من يحاول استعمال البث المباشر لجلسات البرلمان للتشكيك في رموز الثورة التحريرية أو المساس بالذاكرة التاريخية الجماعية، وربط بلخادم الحملة التي يقود نواب الأرسيدي بالاستحقاقات السياسية المقبلة، ودعا النواب إلى الاستعداد لما هو أسوء من غرمائهم السياسيين في الأشهر الست القادمة، كما حثهم على وحدة الصف تحسبا لمعركتي تعديل الدستور ورئاسيات 2009. ألقى عبد العزيز بلخادم أمس أمام نواب حزبه بالغرفة البرلمانية الأولى عشية التصويت على مشروع قانون المالية للسنة المقبلة، خطابا سياسيا تضمن جملة من التوجيهات والتعليمات، كما كان الاجتماع مناسبة عاد من خلالها بلخادم إلى التصريحات التي أدلى بها نائب الأرسيدي نور الدين آيت حمودة والتي طعن فيها وشكك في عدد شهداء الثورة التحريرية، مشددا على نواب الأفلان بضرورة التصدي لهذا النوع من الاعتداءات على قيم الجزائر ورموزها. وقد حث بلخادم النواب على عدم التسامح أو السكوت على من يتطاول على ثوابت الأمة، قائلا"القيم التي ندافع عنها لا يمكن أن نترك مهمة الدفاع عنها لفلان أو لآخر كفرض كفاية بل هي فرض عين على كل مناضل في الأفلان، ومن يطعن في الثورة وعدد الشهداء لا يطعن في جبهة التحرير فحسب بل إنه يطعن في الجزائر"، وعاد المتحدث للتذكير بأن البرلمان الفرنسي أصدر قانونا يمجد فيه الاستعمار بينما "جزائريين يشككون اليوم ويطعنون في الثورة، مؤكدا بأن الأفلان يقبل الاختلاف في تسيير شؤون الحكم وحول الاشتراكية والتعددية لكنه لا يقبل الطعن في القيم والثواب لأنه مؤتمن على رسالة أول نوفمبر، كما أعرب بلخادم عن أسفه في أن تستعمل التعددية للمساس بالتاريخ والذاكرة الجماعية، لأن القضايا الأساسية من وجهة نظر بلخادم مفصول فيها ومرفوض الاجتهاد فيها. وربط بلخادم بين الحملة التي يخوضها الأرسيدي من خلال نوابها في المجلس الشعبي الوطني والاستحقاقات الرئاسية المرتقبة في أفريل المقبل، موضحا بالقول"إننا أمام سيناريو شبيها بالسيناريو الذي شهدناه عشية رئاسيات 2004، لم يغيروا من أساليبهم"، ودعا الأمين العام للأفلان نواب حزبه إلى الاستعداد إلى ما هو أسوء في الأشهر المقبلة لأن المواعيد الانتخابية والمنافسة السياسية من وجهة نظر بلخادم تجعل البعض يستعمل الأساليب المشروعة وغير المشروعة، قائلا "لا يجب أن نهول كما لا يجب أن نقلل، كما لا يجب أن نمد خدنا إذا لطمنا أحد على خدنا الأول ويجب أن يدرك الجميع أن لساننا ليس في جيبنا وأن نواب الأفلان لا تنقصهم الحجة أو البلاغة أو القدرة على الأذى، وأننا قادرين على رد أذاهم لكننا لا نستعمل ذلك لأننا نقدر الهالة التي يتمتع بها النائب في المؤسسة التشريعية"، وأضاف بلخادم مخاطبا نواب حزبه "نحن نقبل أن يخالفوننا في الفكر لكن لا نقبل أن يطعنوا في قيمنا وشرفنا ومقدساتنا ورموزنا، وهو ما لا يمكن السكوت عليه". وفي سياق ذي صلة بالموضوع شدد بلخادم على ضرورة الالتزام بوحدة الصف والتصدي لكل محاولات النيل من الحزب، مستشهدا بما جاء في الرسالة التي وجهتها كتلة الأرسيدي إلى رئيس المجلس الشعبي الوطني وقرأ على مسامع النواب الفقرة التي جاء فيها "أن نوابا من معسكركم لا يتفقون مع قناعاتكم"، وحذر بلخادم الحضور بالقول "لا يجب أن يغذوا في فكرهم وهم أن هناك من نواب الأفلان من يمكن يخرج عن قناعات الحزب"، معتبرا أن الاختلاف داخل مؤسسات الحزب وهيئاته مقبول لكن عندما يتعلق الأمر باعتداء خارجي فهو مساس بالجميع يستوجب وحدة الصف حتى "لايقال لنا معسكركم لأننا أغلبية وليس معسكر نسير وفق قناعتنا وعندما يتحولون هم إلى أغلبية يومها نتحول نحن إلى المعارضة"، وذهب بلخادم في توجيهاته للنواب بضرورة توحيد الصفوف إلى القول"الاعتداء على زياري أو خوذري أو دعدوعة هو اعتداء على الأفلان لا يجب السكوت عليه". وفي تطرقه للاستحقاقات المقبلة جدد بلخادم التأكيد بأن الإعلان عن تعديل الدستور أصبح وشيكا، وقال إنه وفي حالة تمريره عن طريق البرلمان فإن التحالف الرئاسي بإمكانه ضمان ثلثي الأصوات لمشروع التعديل، مشيرا إلى أن الأفلان لا يخلف وعوده وإن وعده صادق عندما طالب بتعديل الدستور.