تشهد الموزعات الآلية للسحب المالي على مستوى مراكز البريد بالعاصمة عزوفا كبيرا عنها رغم ما تقدمه من خدمات ميسرة لزبائن بريد الجزائر، وذلك بفعل التعطلات المتكررة واليومية ، مما خلق جوا من التذمر بين أوساط المواطنين الذين أكد العديد منهم أنهم "لم يعودوا يثقون في مثل هذه الأجهزة الحديثة للسحب". من خلال الاستطلاع الذي أجريناه على عدد من موزعات السحب الآلي ببعض مراكز البريد كالبريد المركزي، شارع حسيبة بن بوعلي ، القبة .....الخ، لاحظنا بأنها تكون خارج الخدمة في معظم الأوقات، وهو ما يؤكده معظم الزبائن الذين التقينا بهم أمام الموزع الآلي المتواجد ببريد شارع حسيبة بن بوعلي، إذ صادف مرورنا بالمكان وجوده خارج الخدمة ليبقى الزبائن بانتظار تصليح الخلل ، حيث أخبرنا أحدهم بأن الخدمات التي تقدمها مثل هذه الأجهزة رديئة للغاية بسبب التعطلات المتكررة التي تشهدها وهو نفس الشأن بالنسبة لمعظم الأجهزة الأخرى المتواجدة على مستوى العاصمة، حيث نضطر – يقول- إلى الانتظار لساعات طويلة دون جدوى وفي أحسن الأحوال لا تغطي الأموال المودعة داخل الجهاز احتياجات أكثر من خمسة زبائن على أكثر تقدير. وفي نفس الإطار يقول مواطن آخر بدت عليه آثار الاستياء من طول مدة التعطل خاصة وأنه كان بحاجة لسحب المال أن الموزع الآلي يعد الثالث الذي وجده خارج مجال الخدمة ، مضيفا بقوله:" كنا نأمل من وراء تعميم مثل هذه الأجهزة تحسين الخدمات والتقليل من الطوابير، لكن الواقع يثبت عكس ذلك، ليتساءل :" ما الفائدة من وجود هذه الأجهزة التي لا تستطيع أن توفر أدنى الخدمات". أما سليم الذي التقيناه بمحاذاة بريد الجزائر بالقبة فقد أرجع سبب التعطلات إلى عدم تحكم القائمين عليها في هذه التقنية التي تتطلب حسبه يدا مؤهلة لتسييرها ، وعن رأيه في نوعية الخدمات أكد بأنه لايزال يسحب أمواله باستعمال الصكوك البريدية العادية لأنه لا يثق في مثل هذه الأجهزة رغم ما توفره من وقت على حد قوله. ليؤكد زبون آخر أنه إذا حالفه الحظ وتمكن من سحب أمواله بواسطة هذا الجهاز فإن النقود تكون في غالب الأحيان بالية وممزقة مضيف أنه عندما يقصد مكتب البريد لاستبدالها يصطدم بعدم إمكانية تغييرها بحجة أنها ليست الجهة المخولة بذلك. ولمعرفة سبب تعطل الموزعات الآلية التي خلقت جوا من التذمر بين أوساط زبائن بريد الجزائر، رغم مرور أكثر من سنتين على دخولها حيز الخدمة، مما أدى إلى عزوف العديد منهم عن الاستعانة بخدماتها مفضلين السحب المباشر لأموالهم اعتمادا على الصكوك البريدية، اتصلنا بأحد إطارات البريد الذي رفض الإشارة إلى اسمه حيث لم ينف وجود مشاكل تقنية وأكد بأنه مع مرور الوقت ستزول هذه التعطلات والتي أرجعها بالدرجة الأولى إلى نوعية الأموال الرديئة المودعة داخل هذه الموزعات التي تتسبب في الغالب في تعطيلها ، مضيف أن مصالح البريد عاكفة على الرفع من مستوى الخدمات، بحيث تسعى من خلال برنامج الإصلاح المالي إلى عصرنة القطاع المالي، والذي يعتمد على شقين أساسيين وهما إعادة الاعتبار للصك كوسيلة دفع، وتحديث وسائل السحب"إذ نتوق إلى بلوغ رقم 1200 موزع آلي و 10 ملايين بطاقة ممغنطة للحساب البريدي الجاري في غضون سنة 2009 كما أن توفير قارئات البطاقة والدفع على مستوى الصيدليات والمراكز التجارية والفنادق من شأنه أن يقلل من حجم تداول الأموال، خارج إطارها الطبيعي المتمثلة في البنوك مما يقلل من الحاجة إلى سحب الأموال مشيرا إلى أنه يبقى من واجب المعنيين القيام بحملة توعية قصد تحسيس الزبائن بأهميتها باعتبارها نمطا جديدا وعصريا لسحب الأموال في أي وقت ومكان" يقول محدثنا.