يتلقى بريد الجزائر مئات الشكاوى يوميا من زبائنه حول أجهزة الصرف الآلي الموزعة بمراكز البريد، التي تتسب في ''سرقة'' أموالهم، بعد كل محاولة سحب بالبطاقة المغناطيسية. الخلل يقع بعد وضع الزبون لبطاقة السحب الخاصة به في الجهاز، وتشكيل رمزه السري والمبلغ المراد سحبه، لكن بعد ربع ساعة يعيد له الجهاز البطاقة بدون الأموال التي يتم اقتطاعها من رصيده. بعد مرور ثلاث سنوات على بداية العمل بالبطاقة الممغنطة في مراكز البريد، لا تزال شكاوى مستخدميها متواصلة، لدرجة أنها انتهت بالكثير منهم إلى التخلي عنها، مفضلين بذلك الصكوك البريدية الكلاسيكية أو صكوك النجدة عند الضرورة، وهو ما وقفت عليه ''النهار'' في جولة استطلاعية أمس بمراكز البريد عبر ولاية وهران، حيث أجمعت فيها عديد الآراء، أن قطاع البريد لا يزال أمامه شوط كبير لتحسين خدمته اتجاه زبائنه، فيما يتعلق باستعمال البطاقة الممغنطة التي تسببت في ''سرقة أموالهم'' -على حد تعبيرهم- من ذلك أن أحدهم أوضح أن مبلغا ماليا قيمته 18 ألف دينار ضاعت منه، عندما قام بمحاولة سحبها بآلة السحب الإلكترونية خلال عيد الأضحى، وهو الأمر الذي حدث لموظفة بجامعة السانيا التي أكدت أنها تخلت نهائيا عن البطاقة الممغنطة، بعد أن سحبت منها أجرها ناقصا بألفي دينار، وأكد البعض أنهم منذ حصولهم عليها، لم يستخدموها لما سمعوه بشأن سرقتها للأموال، في حين ذكرت شابة أخرى أنها لم تستعمل البطاقة المغناطيسية، لأن رقمي البطاقة الممغنطة والصك مختلفان.مشكل آخر كشف عنه المواطنون؛ وهو احتجاز بطاقتهم من قبل آلة السحب لمدة 24 ساعة، في حالة ارتكابه خطأ يتطلب منه استعادتها، باستظهار بطاقة التعريف الوطنية والوثيقة المرسلة معها، المدون عليها الرقم السري، وهو ما يشكل مشكلا لدى الأشخاص الذين يستخدمون البطاقة في ولايات غير التي يقطنون بها، إذا ما لم يكونوا حاملين للوثيقة.وقال أستاذ في التعليم الثانوي؛ أن بطاقته ضاعت منه منذ أكثر من عام، وقدم طلبا للإستفادة من أخرى جديدة، غير أن طلبه لم يؤخذ بعين الإعتبار إلى حد الآن، رغم اتصالاته العديدة بالمصالح المختصة، ويؤكد العديد أنهم يحجمون عن استعمالها خارج مراكز البريد، خوفا من تعرضهم إلى الإعتداء وسرقة أموالهم من قبل المنحرفين، مع الإشارة أن معظم أجهزة سحب الأموال الإلكترونية المنصبة خارج مراكز البريد، تعرضت إلى التلف والتعطل بفعل الممارسات العنيفة عليها، سيما من قبل مستخدمي البطاقة الذين لا يتمكنون من الحصول على أموالهم. شكاوى الزبائن تصل إلى أروقة المحاكم تقدم أول أمس أكثر من 300 زبون لبريد الجزائر، بشكوى لدى محكمة الجلفة، وذلك بعد حدوث خلل بأجهزة الصرف الآلي منذ أسبوع، تسبب في اقتطاع مبالغ مالية من أرصدة الزبائن، بمعدل 10 آلاف دينار جزائري.وأفاد عشرات المتضررين ل''النهار''؛ أنهم اتصلوا بقابض البريد، لكن لم يجدوا عنده أي رد سوى أنه طلب منهم ملأ استمارة وإرسالها إلى المديرية العامة بالجزائر العاصمة، لتقوم بتسوية وضعيتهم بعد 48 ساعة، مما جعل الضحايا يشكّون في الأمر، خاصة وأن الخلل دام أكثر من ثلاثة أيام، فتوجهوا إلى مصالح الأمن لإيداع شكوى، كما توجهوا إلى وكيل الجمهورية الذي فتح تحقيقا. الآلة ''التهمت'' بطاقة السحب وسطت على راتبه! ومن بين المشاهد الغريبة التي صنعتها آلات السحب على مستوى مركز بريد '' الكوديا '' بمدينة قسنطينة، تلك التي تعرض إليها الشاب ''ه.م''، الذي روى لنا قصته مع آلة السحب على مستوى المركز السابق الذكر، لما كان بصدد سحب أجرته الشهرية المقدرة بثلاثين ألف دينار، حيث قام بإدخال بطاقته الإلكترونية والرقم السري بشكل عادي، وسجلت الآلة في نظامها الإلكتروني، أنه سحب المبلغ المذكور، إلا أنه لم يتحصل عليه، فثارت ثائرة الشاب الذي صنع مشهدا أثار به فضول كل الحاضرين، حيث أشهر بطاقته الإلكترونية ومزقها أمام الملإ و قطع وعدا على نفسه أن لا يستعملها مرة أخرى، وحسب ما أكده الضحية فقد توجه إلى مسؤول المكتب، وطالب بالحصول على أمواله، حيث أعلمه أن هناك استمارة لإرسالها للمديرية المركزية. بريد الجزائر: ''المشكل مصدره خلل تقني والأموال تصرف للزبون في ساعات'' أكد المكلف بالإعلام والإتصال على مستوى بريد الجزائر نور الدين بوفنارة، أن ذات المصالح تتلقى عشرات الشكاوى يوميا حول أجهزة الصرف الآلي، موضحا أنّه يتم التكفل بها بعين المكان وفي ظرف 48 ساعة.وقال ذات المسؤول في اتصال مع ''النهار''؛ أن المشكل الذي يقع بأجهزة الصرف الآلي، ناتج عن خلل تقني يصيب الأجهزة بسبب الإستعمال الخطإ من طرف الزبون، مشيرا إلى أن البعض يقوم بتسجيل رمزه مرتين، مما يؤدي إلى حدوث تشويش معلوماتي لدى الموزع الآلي.وأضاف ذات المتحدث؛ أن بريد الجزائر وضع عدة إجراءات تحسبا لأي خلل قد يحدث بالجهاز، حيث تم توجيه تعليمات لجميع القابضين بتسوية وضعية الزبائن، بعد تقديم شكوى دون اللجوء لأي جهة.