كشفت دراسة أمريكية أوردتها وكالة "الأسوشييتد بريس" نهاية الأسبوع الفارط انخفاض عدد الهجمات الإرهابية خلال هذا العام إلى 106 هجوم مقابل 200 خلال 2007، موضحة أن الإرهابيين في حالة عزلة، وهم يعانون حسب ما دلت عليه الهجمات الأخيرة من نقص الخبرة، إلى جانب وجود مشاكل في المعدات الحربية المستخدمة، كما أشارت الدراسة إلى تقلص مساحة نشاط الإرهابيين إلى 70 بالمائة. أحصت الدراسة التي نشرتها مجلة من مركز مكافحة الإرهاب في الولاياتالمتحدة تحت إشراف أكاديمية وست بوينت العسكرية وجود 106 هجوما إرهابيا إلى غاية سبتمبر الفارط، وهو عدد أقل من ذلك الذي تم تسجيله خلال العام الفارط والذي يفيد بوجود 200 هجوم إرهابي على المستوى الوطني. وفي المقابل لاحظت الدراسة أن هذه الهجمات على قلتها مقارنة بالعام الفارط، قد خلفت عددا كبيرا من الضحايا، حيث أن الهجوم الذي وقع في أوت خلف 60 ضحية، وعن الهدف من وراء هذه الهجمات، أفادت الدراسة أن العديد منها يتم تنفيذه لتحقيق أهداف اقتصادية، مثل نصب حواجز عبر الطرق لنهب المسافرين، وكذا تنفيذ عمليات اختطاف طلبا للفدية، وهو ما يدل على وجود مشاكل مالية يعاني منها ها ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، بعد التضييق عليه من طرف قوات الأمن، وهو ما أكدته وكالة "الأسوشييتد بريس" على لسان "حنا روجان" مؤلف الدراسة الجديدة والباحث في مؤسسة البحوث الدفاعية النرويجية عندما أوضح أن هذه الهجمات تشير إلى أن المتشددين في عزلة متزايدة وأن الجماعة الإرهابية تعاني من ضائقة مالية. وأضاف روجان أن طريقة تنفيذ الهجمات تدل على مدى صلة التنظيم الإرهابي في الجزائر بالجماعات الإرهابية في الخارج، مشيرا إلى أن ما يعرف ب "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" يستعمل نفس التقنيات التي تستخدمها القاعدة مثل التفجيرات الانتحارية أو التحكم عن بعد في بعض التفجيرات. واعتبر المتحدث أن التفاوت في عدد ضحايا هذه الهجمات يدل على نقص في خبرة منفذيها، إلى جانب وجود مشكل في المعدات الحربية التي يستخدمها هذا الأخير، وقد أشارت الدراسة من جهة أخرى إلى أن التنظيم الإرهابي قد قلص من المساحة التي ينفذ فيها عملياته الإرهابية، إلى 70 بالمائة، وهو الآن محصور في ما يعرف ب "مثلث الموت" شرق العاصمة. وأبدى روجان تخوفه من أن يكون ما يستخدم ب "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" تكتيك الهدوء النسبي لإعادة تنظيم صفوفه، غير أنه يعود من جديد ليؤكد فكرة أن الجماعات الإرهابية تعاني من العزلة أكثر من أي وقت مضى، مشيرا إلى أن جهود الجزائر في مكافحة الإرهاب كانت ناجحة. نتائج الدراسة الجديدة التي تم الوصول إليها استنادا إلى تقارير الصحف الوطنية منذ عام 2001، جاءت بعد أيام قليلة من تقرير آخر أصدرته وكالة "رويترز" تمحور حول العمليات الإرهابية في الجزائر، وقد وافقت نتائج الدراسة الأمريكية التي أوردتها "الأسوشييتد بريس" ما جاء في تقرير رويترز من تراجع العمليات الإرهابية خلال هذا العام، وكذا نجاح قوات الأمن في عملية عزل الجماعات الإرهابية.